يقول الطبيب النفسي سفيان الزريبي “إن الجرائم التي تحدث داخل العائلة الواحدة كقتل الأم أو الأب أو الإخوة أو الشريك أو الحماة ترجع إلى اضطرابات نفسية وعقلية وتنبع بالأساس من اضطرابات نرجسية. مؤكدا أن نجاح المجتمعات في الحد من مظاهر العنف والانحراف مرتبط إلى حد كبير بقدرتها على تربية أبنائها على احترام القانون”.
وأشار الزريبي في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الرسمية إلى أنه “في تونس منذ الثورة، وبفعل تقلص يد السلطة وفقدان الدولة لسطوتها وحدة رقابتها، تفشت ظاهرة الجريمة، البسيطة في غالب الأحيان، وظهرت معها حالات متزايدة من الجرائم الدموية”، وشدد على أن “ارتفاع معدلات الجريمة، لا يعني مطلقا ظهور شخصية جديدة لدى التونسي، وإنما يرجع أساسا إلى فقدان السلطة لقدرتها على الردع والرقابة”.
وينصح المختصون في التربية والخبراء الآباء والأمهات بتنشئة أبنائهم على احترام الآخر واحترام حقه في الحياة، وكذلك على المحبة بين أفراد الأسرة الواحدة. ويؤكدون على ضرورة النأي بالطفل عن أجواء التوتر والعنف اللفظي والمادي داخل البيت مع توفير الإحاطة والرعاية النفسية في جل مراحله العمرية. وتدريبه على الحوار والقبول بالرأي المخالف في الأسرة وخارجها، لكي لا يلجأ إلى لغة الجسد والعنف.