روبابيكيا (2)..
ديسمبر 24, 2009
من الليلات الجديدة … رسالة
ديسمبر 24, 2009

هاني جورج
مدونة روبابكيا

كنت صغيرا جدا وقت أن شاهدت هذا الفيلم الوثائقي لكي احتفظ باسمه او اسم بطلته في ذاكرتي او حتي ادرك انني سأفتن بتلك الفكرة , كل ما اتذكره هو حالة الانبهار الشديدة التي سيطرت علي حينها و لم تفارقني لفترة طويلة بعدها , تلك الطبيبة الاسترالية الجنسية التي تركت بلدها الغني , عاشت وسط المنبوذين في اثيوبيا , بالتحديد كن منبوذات , تبدأ المأساة بطفلة صغيرة يتزوجها رجل كبير السن , يمارس الجنس معها فيشوه اعضائها , يثقب بقضيبة الجدار الفاصل بين فتحتي التبول و ممارسة الجنس , تظل نقط بولها بعدها , تتساقط رغما عنها , تفقد السيطرة , تصبح رائحتها سيئة فيطردها من كوخه , يردها الي عائلتها , فتنبذها عائلتها ايضا , لأنها تلوث منزلهم , تجعل رائحته لا تطاق , تذهب الصغيرة التي لم تذنب في حق أي احد لتحيا مع مثيلاتها من المنبوذات , لا احد يحبهن , الجميع يعتبرهن نجسات , رأت الطبيبة الاسترالية المنبوذات في رحلة سياحية , عرفت السبب , و قررت أن تهب حياتها لعلاجهم , مجرد عملية رتق سهله , و تعود المنبوذة الي المجتمع , تتزوج مرة أخري و تحيا حياة طبيعية , قضت الاطبيبة الاسترالية ثلاثون عاما من عمرها تسكن غرفة في مستشفاها الصغير , تركت منزلها الجميل في مسقط رأسها و كل وسائل الرفاهيه , لتجعل حياة الالاف من المنبوذات ممكنة , اعطتهن فرصة اخري للحياة , وهبت حياتها لتحيي الكثيرين , هذا هو نموذج ليلي التي احبها , نموذج الانسان الذي احبه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.