شهادة ، اعتداء جنسي 25 يناير 2013

د. علاء الأسواني يكتب : "ست خطوات للتمكين"
فبراير 6, 2013
منح برنامج الزمالة 2013
فبراير 9, 2013

كنت في المسيرة النسائية التى تجمعت في ميدان طلعت حرب..وقفنا في الميدان وهتفنا وكان معانا شيوخ من الأزهر ..اتحركنا الي ميدان التحرير..الشيوخ في أول المسيرة واحنا stopstharassmnt-1351183393_600وراهم..جم شباب كتير عملوا علينا كردون ..وقالوا ده كردون لحمايتكم..انا كنت مرتابة شوية..شيوا وهمه محاوطينا لحد مدخل التحرير كانوا عزلونا تماما عن الشيوخ ومش عارفة إزاي ما حسوش بينا ان احنا مش وراهم..وبدئوا يدخلوا وسط الستات ويفرقوا بينا ويخطفوا ناس ومجموعة كبيرة تحيط بواحدة ..اتخطفت ..اتلم علي عدد كبير جدا مش عارفة كام ..يمكن عشرين ..تلاتين..قطعوا هدومي اللي فوق..حتلى حمالة الصدر اتخلعت..وميت إيد بتنهش ي جسمي..وناس تشد إيدي من الناحية دي وناس تشد الإيد التانية ..كل واحد عايز يشدنى ناحيته…كتافي اتخلعت شعري ناس عمالة تشدنى من شعري ..لسة مش عارفة أسرح شعري من الألم اللي في فروة راسي..بقيت أصرخ وأتوسل اليهم..حرام عليكم لو أختكم ولا بنتكم ترضوا يحصل فيها كده؟..بس مفيش فايدة ..بيزدادوا وحشية ..أيدهم دخلت جوه البنطلون..كنت لا بسه جينز وماسك ..ما عرفوش يقلعونى البنطلون لكن ايديهم كانت داخلة تحت البنطلون وبينهشوا في كل حته يوصلوا لها..بس الطريقة كانت منظمة وسريعة..كانوا عارفين بيعملوا إيه كويس ..والأدوار متقسمة ومنظمة كويس.

عندي مشكلة قديمة في الركبة ..ركبتى خانتنى وقعت وهمه هجموا فوقي..وسط الرعب ده حاولت أقف تانى..جرجرونى تانى لطلعت حرب وواحد طلع سكينة ورفعها في وشي..واحد قاللي ما تصرخيش  لأن ده حيزود عنفهم ..ما أعرفش هو مين ولا قاصد يحمينى ولا عشان ما حدش يحس بيه ويكملوا علي..كنت مستنية السكينة تنهي حياتى..انتظرت الموت..الرعب بقي بلا حدود..كنت خلاص تعبت جدا ومقامتى انهارت ومش عارفة غير انى أبكي بلا توقف.

وسط الهجوم سرقوا موبايلي كنت مسكاه في إيدي ..وبحاول اتبت عليه يمكن أعرف أكلم حد ينقذنى..ساعتين وأنا بينهشوا فيه..وماحدش من اللي كانوا معايا في المسيرة دور علي..دول اللي دايما بأنزل معاهم علشان عرفاهم من زمان ومطمنة لهم..ومش عارفة ممكن واحدة منهم تكون شافتنى ولا لأ..لأنهم كانوا بيجروا وراكذا واحدة في نفس الوقت اللي شدونى فيه….خايفة لتكون واحدة شافتنى وما بعتتش ناس ينقذونى وما حدش جه يدور علي وينقذنى.. ده نفسه كان إحساس فظيع. الإحساس بالرعب والعجز إحساس قاتل..بالذات لو أنت مش قادرة تفهمي ليه بيعملوا كده..ليه العنف والقذارة بالمستوى الوحشي ده..ازاي كل التوسلات دى ما اثرتش في واحد منهم..إزاي ماحدش حاسس إن اللمه دى وحد بيصرخ جوه ممكن يكون في خطر علي حد فيروح يدور عليه..في كل الزحمة دى ماحدش حاسس بيكى وأنت لوحدك ومش عارفة تعملي أيه..والموت علي بعد خطوات منك.

بعد ما وصلنا طلعت حرب ..وقعت في ميه مليانه طين..رفعت نفسي على الرصيف بصعوبة وهمه حواليه والسكين في وشي..المسافة الصغيرة اللي مشيناها وأنا باندفع وسطيهم المسافة.. تتمشي في دقايق ..مرت علي كأنها سنة..

سحبونى لمنطقة عند محل كتب..قعدوا علي..مش عارفة حيحمونى ولا حيكملوا علي…واحد كان بيقول متتكلميش ومتعيطيش..والناس بيتخانقوا علي..كل مجموعة تشد وتقول دي تخصنا..حسيت ناس بتدور علي وناس بترد وتقول لأ مش موجودة هنا.

شوية وجه شاب نحيف ..أخدنى منهم..ماحدش قاومه..ودانى خيمة في التحرير ..فيها واحدة منتقبه وواحدة محجبة وواحدة شعرها مش متغطي.حاولو .يهدونى. وادونى حاجة غطيت وشي ..كان الناس اللي انتهكونى جم بره الخيمة..طلعتنى وقالت كده مش حيعرفوكي..قبل ما أطلع طلبت تليفون..حاولت أكلم أختى  كان التليفون مش متاح..كلمت أخويا..أخدت وقت طويل عشان افتكر نمر التليفونات رغم انى كنت حفظاها كويس ..جمعتها بصعوبة شديدة وبعد كذا محاولة..خرجت من الخيمة..وأنا لسه قريبة لقيتهم بيقولوا عايزين الست اللي جوه..ردت عليهم المنتقبة وقالت مش هنا .. مشيت..أخويا جهوخدنى علي ريش اغسل وشي وأريح شوية .قابلت السيدات اللي كانوا معايا في المسيرة..حزنت من رد فعلهم..اللي تقولي خلاص بلاش شوشرة ..واللي تقولي ما هو الثورة لها ضريبة..واللي تقولي المقصود كسر ارادتنا مش التحرش بذاته..واللي تقول ما تخليك قوية….حسيت ان ماحدش منهم حاسس فالوجع اللي جوايا..هوه عشان أكون ثورية  المفروض يحصل اللي حصل ويمر علي كده مرور الكرام همه خايفيين يتكلموا ليه . علشان ما نشوهش صورة الميدان؟ الكل عارف إن دول مش ثوار الميدان اللي كانوا معانا طول ال 18 يوم..خايفين البنات تخاف تنزل المظاهرات. طب ما احنا بنتعرض لده في المترو وفي الشارع وكتير ممكن يقاوم ويشارك أكتر وده يحمي الناس….بيعملوا كده ليه.. عايزة آخد حقي ..نفسي أمسكهم واحد واحد وأقطع لحمهم زى ما قطعونى ونهشونى بالوحشية دي..حتى الكلام عايزين يمنعونى منه؟؟ إزاي ..بيفكروا إزاي..مش حاسين باللي أنا فيه

أنا المواقف اللي مريت بيها بتعدي علي طول ما أنا قاعدة.بأحاول ابعدها وأفتح التليفزيون ولا الكمبيوتر ..دقايق ومخي يشتغل..مش عارفة أنام. ولما أنام بأتفزع وأنا نايمة.

أول يوم ما أكلتش كنت موجوعه جدا من شد كتافي لدرجة مش قادرة أحرك إيدي، وجسمي كله أزرق من الكدمات.. جسمي كله أزرق ..ضرب وقرص وشد من كل ناحيه.

مخي مشغول تماما بما حدث …عايزة آخد حقي بس مش عارفة أعمل إيه ولا إزاي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.