اللاجئات السوريات يتعرضن للاستغلال في مصر

تحجيب تمثال ام كلثوم..!!
فبراير 12, 2013
تدريب سريع لمواجهة التحرش
فبراير 12, 2013

تدير الناشطة السورية لينا الطيبي التي تعيش في القاهرة شبكة لدعم اللاجئات السوريات ومساعدتهن على التكيف مع الحياة في مصر، وتحاول إقناعهن imagesبعدم السماح للفقر بأن يدفعهن إلى العمل في الجنس أو الزواج غير المرغوب فيه.

ونظراً لوصولهن إلى مصر مع ما يزيد قليلاً عن الملابس التي يرتدينها على أجسادهن، تنظر بعض السوريات إلى الزواج كوسيلة وحيدةللبقاء على قيد الحياة.

وقالت الطيبي أن “الرجال المصريين يخبرون السوريات بأنهم سيتزوجون بهن لمساعدتهن ومساعدة أسرهن، ولكن ألا يستطيع هؤلاء الرجال مساعدة السوريات دون الزواج بهن؟”

كما يقول أولئك الرجال لهن أنهم إذا تزوجوا بهن سيوفرون لهن احتياجاتهن، وهو اتجاه يلقى تشجيعاً من بعض الدعاة الذين يشجعون الرجال المصريين على الزواج من اللاجئات السوريات، واصفين هذا الزواج بأنه نوع منالجهاد.

وقد تعرضت تلك التصريحات للانتقاد في مصر حيث أصدر المجلس القومي للمرأة بياناً هذا الشهر قال فيه أن هذه الزيجات هي “جرائم ارتكبت ضد النساء تحت ستار الدين”.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن 14,375 لاجئ وطالب لجوء من سوريا مسجلون لديها في مصر. وفي نهاية شهر نوفمبر 2012 أشارت تقديرات الحكومة المصرية إلى وجود ما يقرب من 100,000 سوري في مصر.

ولا يوجد في مصر تقديرات لأعداد السوريات اللائي تزوجن بمصريين، لكن اللاجئين السوريين قالوا لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن العدد آخذ في الارتفاع. كما بدأ التوجه ذاته بالظهور في الأردن.

استغلال 

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قالت ليلى بكر، ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في سوريا- التي شهدت أشياء مماثلة في أماكن أخرى في المنطقة- أن العلاقات تشوبها الاستغلال مضيفة أنه “إذا كان هناك اختلال في ميزان القوى بناء على أدوار الجنسين وأنت تستفيد من ذلك فإن هذا يعد استغلالاً…فهم يقومون بانتقاء الفتيات الصغيرات اللائي يكن عادة تحت سن الرشد. يقول الرجال الأثرياء من الأردن ودول الخليج وليبيا أنهم سيأخذون هؤلاء الفتيات ويتزوجون بهن لمنحهن حياة أفضل”.

وتعتبر هذه القضية حساسة في مصر ولا يبدي سوى عدد قليل من الناس استعداداً للحديث عن هذا الموضوع. لكن العديد من السوريين أخبروا شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنهم يشعرون بأنه يتم استغلال العائلات وأن هذه الزيجات تكون في الكثير من الأحيان رخيصة ودون الضمانات المعتادة التي تثبت أن العريس قادر على إعالة العروس أو حتى الهدايا المتبادلة في مثل هذه المناسبات.

وقالت الطيبي أن “العائلات السورية في مصر تواجه مشكلة كبيرة لأن أوضاعها المالية صعبة جداً. ولذلك عندما يأتي رجل ويتقدم للزواج من بناتهم فإنهم يوافقون في الحال بغض النظر عما إذا كان هذا الرجل مناسباً أم لا”.

وأضافت أن “معظم تلك الزيجات يحدث مقابل مهور صغيرة جداً، وبعضها دون مهور على الإطلاق. وفي هذا الحالة، فإن تلك الزيجات تتعارض مع كل الأعراف السائدة في المجتمعين المصري والسوري”.

يعيش أبو عمر وهو إسكافي سوري في منتصف الأربعينيات من العمر في حي 6 أكتوبر على مشارف القاهرة بعدما فر إلى مصر الشهر الماضي. ويقول أبو عمر أن رجلاً جديداً يطرق باب شقته كل يوم ويسأل عما إذا كان هناك سوريات غير متزوجات في الداخل يردن الزواج من رجال مصريين.

وأضاف أن “الأمر أصبح مزعجاً ومهيناً في آن واحد. ينبغي على المصريين أن يدركوا أنهم بهذا الفعل لا يساعدون السوريين، بل يستغلون أوضاعهم الصعبة”.

وقد حدد تقييم مشترك عن اللاجئين السوريين أجرته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالاشتراك مع برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) حالات التحرش الشديد وممارسة الجنس للبقاء على قيد الحياة والزواج القسري كبعض الأمور المثيرة للقلق المتعلقة بالحماية التي تواجه المجتمع بجانب العنف والتهديدات الأمنية (السرقة والاعتداء البدني) وتدهور سبل العيش.

والخوف من التحرش والاستغلال هو أحد الأسباب التي تجعل أبو عمر يخفي ابنته البالغة من العمر 17 عاماً عن أنظار المصريين الغرباء الذين يطرقون بابه.

ولم يكن طارق* الصديق السوري للطيبي ناجحاً تماماً في اخفاء ابنته البالغة من العمر 13 عاماً عن الأنظار. فقد تلقى مؤخراً مكالمة من خطيب مسجد مصري يطلب فيها الزواج بابنته. وعلى الرغم من رفضه هذا الطلب، إلا أنه يقول طارق أنه قلق الآن على سلامتها.

ضعفاء 

وقد اتسم النزاع في سوريا بالهجمات على النساء، حيث وصف تقرير صدر مؤخراً عن لجنة الانقاذ الدولية الاغتصاب بأنه “سمة شائعة ومثيرة للقلق في الحرب الأهلية في سوريا” وبأنه العامل الرئيسي في خروج الأطفال والنساء اللاجئين إلى الدول المجاورة.

وقد فر أكثر من 700,000 سوري إلى الدول المجاورة وخاصة الأردن وتركيا ولبنان، في الوقت الذي يغادر فيه ما يقرب من 3,000 سوري بلادهم كل يوم.

مصدر الخبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.