لماذا “مليونية المرأة ” ؟
” من أجل شهيدات و شهداء الثورة ”
يوم الخامس و العشرين من يناير نزل الالاف من المصريين للشوارع فى معظم محافظات مصر ان لم يكن جميعها لأول مرة ليعلنون غضبهم و سخطهم على أوضاع وطنهم الذى تمزقت أوصاله بفعل الفساد , القهر , القمع و تدنى الأوضاع الاقتصادية .
نزل المصريون فى ذلك اليوم بجميع أطيافهم رجالا و نساءا , مسلمين و أقباط , نخبة و عامة ليكونوا بمثابة الشرارة التى أشعلت لهيب الثورة التى لم تنته بتنحى الرئيس المخلوع ” محمد حسنى مبارك “بل مازالت مستمرة حتى تصل مصر الى الديموقراطية الحقيقية التى يصبو اليها الجميع .
و فى خضم تلك الثورة الشعبية سقط عدد من الشهيدات و الشهداء الذين دفعوا الثمن لكى ننال الكرامة و الحرية التى نستحقها , و الذين بموتهم سطروا فصلا جديدا من تاريخ مصر تزال فيه جميع الفروق و تبقى حقيقة أن كلنا مصريون مثلما سقطت الكثير من الحواجز التى عطلت مسيرتنا لعقود نحو العدالة و المساواة .
و سيظل أهم حاجز نجح المصريون فى اسقاطه منذ اليوم الأول للثورة هو تلك الرقابة الذكورية الفوقية التى طالما فرضها المجتمع المصرى على نساءه و التى نجحن بدءا من يوم الخامس و العشرين من يناير و طوال أيام الثورة فى محاربته كجزء من نضالهن لأجل اسقاط النظام و تحرير بلادهن من الفساد.
لقد نزلت المصريات جنبا الى جنب المصريين منذ اليوم الأول للثورة و نالت أجسادهن ما نالته أجساد الرجال من عنف الأمن المركزى بأشكاله المختلفة بدءا من العصى , مرورا بالقنابل المسيلة للدموع و وصولا الى الرصاص الحى و المطاطى . أصيب منهن من أصيب , و استشهد منهن من استشهد .
شكلن دروعا بشرية و وقفن فى اللجان الشعبية ..عشن وقائع موقعة الجمل و واجهن بلطجية الوطنى , لم يشغلهن وقتها ان كن نساءا أم رجال , أمهات أم شابات , مسلمات أو مسيحيات و تذكرن فقط أنهن مصريات .
و لأن ما فعلته المرأة المصرية ليس بجديد عليها , و ليس منفصل عن دورها الوطنى التاريخى الذى لعبته على مر العصور من أجل نهضة بلادها و تحريرها من أشكال الاستبداد المختلفة , لا يجوز بأى حال من الأحوال تجاهل
دورها فى تلك الثورة الشعبية او اغفال الثمن الذى دفعته كمواطنة مصرية مثلما لا يجوز تحت أى مسمى من المسميات أو أى شكل من أشكال الوصاية الأبوية , سياسية كانت أو اجتماعية أن يتم اقصائها عن الساحة السياسية خلال المرحلة القادمة المليئة بالتحديات الوطنية لنا جميعا كمصريين نساءا كنا أو رجالا .
لسنا نبحث عن مطالب فئوية , و لسنا طامعين فى مناصب سياسية , و انما كل ما نسعى الى تحقيقه هو فرص عادلة و متساوية تكفل لكل مواطنة مصرية و كل مواطن مصرى الحق فى القيام بواجباتهم نحو وطنهم تحت مظلة دستور مدنى جديد يلغى كافة أشكال الوصاية و التمييز و يضمن للكل الحقوق الكاملة و المساواة التامة . و كل ما نبتغيه أن تتمكن المرأة من مواصلة دورها كمواطنة مصرية تشكل نصف المجتمع فى العمل على انجاح تلك الثورة ضمانا للوصول الى أشكال أوسع و أشمل لمعنى الديموقراطية .
من هنا تجىء تلك الخطوة ” مليونية المرأة ” و التى تأخرت كثيرا فى سياق احتفال مصر باليوم العالمى للمرأة للتأكيد على ان المصريات لن يعدن الى صمت ما قبل 25 يناير مرة اخرى و أن الوقت قد جاء لكى ينلن حقوقهن المشروعة كمواطنات مصريات دفعن ثمن حريتهن و كرامة بلدهن مثلهن فى ذلك مثل أى مواطن مصرى شريف و لذا كان لابد من اهداء تلك المسيرة الى أرواح شهيدات و شهداء الثورة الذين علمونا دروسا فى النضال من أجل حقوقنا التى لن يمن بها أحد علينا بعد اليوم .
* موعدنا يوم الثلاثاء 8 مارس فى تمام الثالثة عصرا بميدان التحرير
مليونية المرأة
مجموعة المرأة من أجل الديمقراطية