هذا العام يأتي اليوم العالمي للمرأة، والعالم يشهد تراجعًا لخطاب العدالة والمساواة بين الجنسين، وصعودًا لخطابات رجعية محافظة، تبدي أولوية للنزاع والحروب على حساب التقدم والتكافؤ والتنمية، وفي القلب من هذه الأحداث تشهد أوضاع النساء ردة، تهدد مكتسبات نضالهن بالعودة لخطابات أبوية سقيمة تكرس التمييز والتبعية، وتتبناها أطراف رسمية وغير رسمية، تعيد إنتاج العنف ضد النساء، وتستبعدهن من دائرة صناعة القرار، وتستنكر ما حصلن عليه من مساحات، وتجعلهن في مرمى الإفقار والتهجير.
إن الوضع في مصر ليس ببعيدٍ عن المشهد العالمي، هذا العام شهد هجمة شرسة على المدافعات عن حقوق النساء، مُنعن من السفر، واحتجزت الأموال، وأغلقت منظمات مناهضة للعنف والتعذيب، تداول البرلمان مقترحات تعديل على قوانين الحضانة والرؤية، والأحوال الشخصية، والأمومة والطفولة دون فتح حوار مجتمعي واسع، والأخطر هددت حرية واستدامة مسيرة طويلة من العمل الحقوقي والنسوي بمشروع قانون الجمعيات الأهلية الذي لا نعلم عن كواليس نقاشه شيئا. كما لم تفلت النساء والرجال من أزمة اقتصادية طاحنة، نتيجة لسياسات اقتصادية متراكمة لم تنل منها النساء سوى مزيد من الإفقار والإشغال لقطاعات واسعة من العمل غير المنظم.
وبالرغم من تحديات الوضع الراهن، فإننا نجدد عهد النضال والتضامن، إننا وفي هذا اليوم، نؤكد على كوننا جزءًا من نضال نسوي عالمي أوسع، ننضم فيه إلي صفوف المدافعات عن حقوق النساء في كل العالم، نجدد فيه الحفاظ على العهد لمبادئ حقوق الإنسان وحقوق النساء و الفئات المستبعدة كافة، وندعم كل حراك يدعو للمساواة بين الجنسين، كما نتضامن مع المدافعات المصريات عن حقوق النساء، ونستمر في دفاعنا عن الحق في التنظيم في الأحزاب والنقابات والجمعيات الأهلية ومنظمات حقوق الإنسان.
كما نحي مبادراتنا الشابة في كل مكان على أرض الوطن، وندعو الشباب من الجنسين أن يكونوا شركاء لنا في مسيرة النضال، ندعم حراكهم الشاب ومحاولتهم للتنظيم، وندعمهم أن يحيوا هذا اليوم معنا، وأن يكونوا بمثابة ظهيرٍ شعبي يحفظ مطالب المساواة ويعمل على إرساء الحقوق ، ويذكروا الجميع أن للمرأة والفئات المستبعدة كافة صوتًا مسموعًا. وأننا على يقين أن يوم وغدا لنا وللجميع.