بعيدًا عن الهدف من حملة “انتى عانس؟” التى استخدمتها إحدى الشركات الشهيرة للترويج لـ”زيت طعام”، وأثارت غضب الكثيرين من الفتيات والشباب بسبب انتشار هذه الحملة فى الطرق العامة بهذه الجملة، بالإضافة إلى هاشتاج “انتى المثَل” الأمر الذى وجد فيه الكثيرون إهانة مباشرة للفتيات وأذى نفسى متعمد من قبل القائمين على الحملة، خاصة أنها جاءت متزامنة بالقرب من شهر المرأة والاحتفالات التى تقام به لتكرم المرأة، إذ طالبت الحملة الفتيات بسرد حكايتهن مع العنوسة على الصفحة الخاصة بالحملة على فيس بوك.
ورغم اعتبار البعض أن الفكرة مبتكرة للإعلان عن منتج لا علاقة له بالقضية التى تبنتها الحملة، إلا أن الكل أجمع على سوء اختيار الكلمات التى تحمل إهانة للفتيات.
وفى هذا الصدد تحدثت الدكتور سامية خضر استاذ علم الاجتماع بكلية التربية بجامعة عين شمس لـ اليوم السابع وقالت :أولًا أرفض وضع الإعلانات فى الطرق العامة بدون الرجوع لها دور رقابى على هذه الإعلانات واستخراج التصريح الرسمى، ولا أقصد بذلك ورقة بل أعنى وجود متخصصين من علم النفس والاجتماع والقانون، بالإضافة إلى أهمية وجود دور للمجلس القومى للمرأة إن كانت الحملة تخص المرأة بهذا الشكل، فلابد أن يتحمل المجلس أعباءه بشكل تام بعيدًا عن فكرة إقامة مؤتمر لا فائدة منه، فلابد أن يكون لكل منطقة ممثل فى المجلس القومى للمرأة مثل البرلمان”، مشيرة إلى أنها رأت فى الجمل المستخدمة فى الحملة “فوضى وقلة ذوق” لأنها لم تراعى أى شىء من الناحية النفسية أو الاجتماعية للمرأة.
وعن نظرة المجتمع المصرى للعنوسة قالت:نحن كمصريين نحب جو الأسرة وكل أب يتمنى أن يزوج ابنته ويرى أبنائها، والأمر كذلك فى الدول العربية والهند والصين واليونان وإيطاليا ودول الحضارات القديمة بشكل عام، لكن ذلك يجب أن يتم دون أن تشعر الفتيات بأنهن يعشن فى مشكلة وأزمة ويتحملن نتيجة ظروف اجتماعية لا علاقة لهن بها.
وأضافت “الآن زاد وعى المرأة ووصلت لأعلى المناصب وحصلت على مراكز علمية متقدمة، الأمر الذى أدى إلى اختلاف نظرة المجتمع لفكرة العنوسة، الفتاه الآن ذات وعى وشخصية مستقلة وتحتاج إلى رجل “على مزاجها” متفهم ومثقف ويقدرها ويقدر عملها ويحترم شخصيتها وكثير من الفتيات ينتظرن الشخص المناسب والموضوع قبل كل شىء “نصيب” فهل يمكن أن نوصم فتيات متعلمات وعمليات وناجحات فى حياتهن بهذه الوصمة وبهذه الطريقة، مشيرة إلى أن القائمين على الحملة أخطئوا فى اختيارهم.