بحث ميداني.. من العراق.. ومع الإدارة الأمريكية.. الأمم المتحدة.. وانجلترا
بعد نشر كتاب “أي نوع من التحرير؟ ..النساء والإحتلال في العراق”، رأت كلا من الباحثتين المشاركتان في البحث _نادية العلي و نيكولا برات_ أنه من المفيد ان يتم عرض هذا المجهود البحثي للمناقشة مع نساء يعملن من وجهة نظر نسوية لدعم قضايا النساء، وكان الاختيار ان تتولى المرأة الجديدة التحضير لعقد ندوة لهذا الغرض. وبالفعل أقيمت الندوة يوم الأحد الماضي، بحضور الباحثة نيكولا برات، والأستاذة نولة درويش الكاتبة والناشطة الحقوقية النسائية والأستاذة فريدة النقاش رئيسة تحرير جريدة الأهالي، وعدد من عضوات المرأة الجديدة ، وصحفيات، وباحثين في شؤون المرأة العراقية، ومترجمين.
لخصت نيكولا برات أهداف الدراسة التي ذكرت أنها موجهة أساسا إلى المجتمعات الأمريكية والأوروبية في :
• زيادة الوعي العام حول تأثير سياسات الولايات المتحدة وانجلترا في الشرق الأوسط عامة والعراق بشكل خاص، على أساس تقديم رؤية واقعية وأكثر عمقاً عما روجت له الإدارة والإعلام الأمريكي، في أن التحرير وتقديم الديمقراطية هي أهداف الغزو.
• تصحيح الفجوة الموجودة بسبب التركيز على تأثير الغزو على الأوضاع وعلى الرجال وتجاهل تناول هذا التأثير على النساء، أو عالاقل محاولة النظر إلى تأثيرات الحرب من وجهة نظر النساء العراقيات.
• محاولة تكوين سياسة ضد الحرب الإمبريالية من خلال سياسة نسوية كنوع جديد من المقاربة السياسية.
• النظر إلى الكيفية التي تم بها استخدام حقوق النساء في العراق من قبل السياسين العراقيين، ومن الولايات المتحدة الأمريكية.
• محاولة تقديم منهج يربط ما يحدث على المستوى القاعدي او الفردي بماهو سياسي وبما يحدث على المستوى العالمي.
وعرضت نيكولا لما انتهت به:
o وجوب تدارك تأثير الحرب الإمبريالية على حقوق النساء، وخلق انتصار للسياسات النسوية ضد السياسات الإمبريالية
o ضرورة ان يعي النشطاء ضد الإحتلال أهمية حقوق النساء وارتباطها بحقوق المجتمع ككل وبالوضع السياسي.
o يجب ان تكون هناك نظرة متقدمة للمقاومة، وليس ان يكون التأييد غير مشروط.
o اهمية وجود عملية بناء قومية، من انشاء وتقوية مؤسسات قومية لكل العراقيين، من وقف التدخل الأمريكي في العملية السياسية العراقية
ومن أهم ما تناوله الكتاب، تأثير الطائفية و الدين والقبلية في تسيير أمور البلاد عامة، وأمور النساء خاصة، والتأثير الواضح للإدارة الأمريكية في تقوية قادة الطوائف وقادة الأحزاب الدينية، وبالتالي السماح لإنتشار التشدد والإنغلاق الذي يأتي على حساب النساء في كثير من الأمور، وبالتالي جعلهن أكثر عرضة للعنف منذ قبل.
وضع النساء العراقيات
• فالإيجابية التي تمت رغم تفريغها من مضمونها، او انها شكلية هو حصول النساء على 25% من مقاعد البرلمان العراقي، وهي العملية التي تمت بمفاوضات بين الأحزاب الدينية والطائفية والامم المتحدة وانجلترا وبالضغط على الولايات المتحدة.
• أغلب النساء في البرلمان يتبعن أحزاب دينية او طائفية والقلة منهن من ينتمين للتيار العلماني.
• اتجاه النساء في العمل داخل البرلمان يذهب لصالح الطائفة او الحزب او لحساب القضايا المتعلقة بأجندة الحزب او الطائفة ، وليس هناك اولوية لديهن لوضع قضايا النساء على أجنداتهن، أو التعامل مع الوضع من وجهة نظر النساء، ماذا يحتجن وماذا ينقصهن.
• تراجع التعاون الذي كان قائم بين النساء من إقليك كردستان، والنساء العربيات في العراق، منذ 2003_2004، حيث أصبحت الكرديات أكثر تركيزاً على شؤون كردستان بشكل عام، وعن الفيدرالية، لأنها السبيل لدعم حقوق النساء وكردستان.
المادة 41 من قانون الأحوال الشخصية
اتضح من البحث أن تقوية العناصر الدينية والأحزاب والطائفية وإنشاء تحالفات بينها بتدبير اميركي، أضعف من المؤسسات القومية التي من شأنها تقديم الخدمات العامة للجميع، مما جعل النساء والرجال يحتكمون إلى العادات الطائفية والقبلية والأسرة الممتدة، اكثر من الإحتكام للقانون، وهو ما يرد في المادة (41) حيث ان كل شخص له الحق ليُحكم بدينه أوطائفته، وهذا فيما يتعلق بألاحوال الشخصية، وكان قبل وجود المادة عام 1995، قانون الأحوال الشخصية موحد لكل العراقيين.
وخلال الندوة، تم الإتفاق على ترجمة الكتاب إلى العربية وبالفعل تعهد الأستاذ حازم _مترجم ويعمل في السفارة اليابانية_ بترجمته، كما اقترحت الأستاذة نولة درويش ضرورة ان تُقام حلقات نقاشية حول أهم مستلخصات الكتاب لمجموعات مختلفة من النساء العراقيات
وهناك نسخة من الكتاب في مكتبة مؤسسة المرأة الجديدة
نادية العلي: باحثة دراسات النسوية في كلية الدراسات الأفريقية والشرقية بجامعة لندن ، وهي مؤلفة كتاب “النساء العراقيات : قصص غير محكية من 1948_2007، وأسست ترابط يضم مجموعة من النساء العراقيات وغير العراقيات في المملكة المتحدة.
نيكولا برات: هي محاضِرة في السياسات المقارنة والعلاقات الدولية بجامعة وهي مؤلفة كتاب الديمقراطية والسلطاوية في العالم العربي” East Angila