أمنا الغولة، تلك المرأة المخيفة التي عادة ما أفزعنا بها الأطفال قبل النوم لعلهم يشربون الحليب أو يحرصوا على غطاء الليل وإلا تجيئهم تلك العجوز الشمطاء المتلفعة في السواد تريهم من الرعب أشكالا وألوان، وغيرها من نساء أم أربعة وأربعين و أم رجل مسلوخة وغيرها من أساطير و روايات عادة ما جاء نصيب النساء منها الأكثر سوءا وسلبا.
أساطير عدة نُسجت عن المرأة، وكطبيعة الأساطير جاء اغلبها يقدم صورة مخالفة لحقيقة الواقع، تلبي حاجة راويها ومصلحته في السيطرة على الآخرين ، وكان للنساء نصيب من الأسطورة بسلبيتها وأكاذيبها ،
ولكن .. ولكن …، هل كل الأساطير خيال لا واقع لها !!!!، منذ منتصف السبعينات وهناك من يطلق ويتداول اصطلاح الخيال العلمي تلك التصور المفارق للواقع أيضا كالأسطورة لكنه قائم على أسس علمية.
من يستطع أن يتصور بسهولة إن ما يربط الفرد بمن يحيوا على أطراف الجهة الأخرى من الكرة الأرضية هو كابل من الأسلاك المشدودة عابرة للبحار والمحيطات!! من يستطع أن يدرك أن هناك من يرقبه وهو على لائحة مفاتيحه عبر أقمار اصطناعية يحرك تركيزها من هنا لهناك بالماوث أو بحساسية الأصابع. ألا يستحق هذا الخيال أن يكون أسطورة أيضا ؟؟!! لنسأل عن نصيب النساء منها ؟؟؟ مثلما كان للنساء نصيب من أساطير الخيال الأسود؟؟!!
للنساء نصيب الأسد من وسائل الإعلام الجديد.، أتعلمون لماذا ؟؟ ربما لأنها إتاحة مساحة للبوح دون رقيب أمام النساء اللاتي طالما ما عنينا من التضييق على حرية التعبير وحكي الذات، وربما لان الانترنت إتاحة المجال أمام الهويات المجهولة ، فأصبح أمامهن المجال عريض ليرتعوا في تنكر تكفله الحرية دون محاذير.
الإنترنت مساحة جديدة وفريدة للتحقق وإكساب الخبرة للنساء، اللاتي طالما عانت من تضييق مساحات الاختلاط والاندماج في المجتمع ها هي الفرصة متاحة عند نهاية أصابعهن أن تكتب وتبوح وتعبر وتمارس حقها في حرية التعبير.
بل وما يزيد عن هذا، أن الإعلام الجديد بكل أشكاله الرقمية جاء حامي للحريات رقيب جديد على الانتهاكات وراصد بلا هوداه لأشكال القمع في الواقع .، أليس من المدهش أن يكن للنساء نصيب من أساطير على أسس من الحقيقة مثلما كانوا بطلات لأساطير من نسج الخيال الأسود.