في مقال رأي للكاتب علاء الأسواني في صحيفة “THE NEW YORK TIMES” الأمريكية… مشيرًا فيه إلي أنه في ديسمبر 1933، أُقيم سباق طيران من القاهرة إلى الإسكندرية، وكانت “لطفية النادى” أول من وصل إلى خط النهاية، لتعد بعد ذلك أول طيار في مصر من الإناث.
وواصل الأسواني: “لم تكن مهنة الطيران سهلة لامرأة، وكان والدها يرفض الفكرة، لكنها لم تيأس، وأقنعت مدير معهد الطيران بالسماح لها باستئناف عملها مجانا، كما في مقابل دروس الطيران.
وأكد الأسواني، أن لطفية أصبحت بطلا وكنز وطني في عيون المصريين، ورأى النساء أنها مصدر إلهام لهم في نضالهم من أجل المساواة في الحقوق، وعقب ذلك قامت العديد من النساء الشابات بتطبيق دروس الطيران، وفي هذا الوقت، حققت المرأة المصرية تقدمًا في المساواة طوال فترة الحكم الملكي، والتي انتهت في عام 1953، وبعد قيام الجمهورية في مصر، وفي ظل جمال عبد الناصر، واصلت النساء للمضي قدما، وتحقيق المناصب في الجامعات والبرلمان والسلطة القضائية العليا.
وأوضح الأسواني، أن النهوض التاريخي للمرأة المصرية يتناقض بشكل حاد، تزامنًا مع نتائج دراسة جديدة أصدرتها مؤسسة “تومسون رويترز” التي أشارت إلى أن مصر احتلت الأسوأ بين 22 دولة عربية للتمييز في القانون والتحرش الجنسي وقلة التمثيل السياسي للإناث، متسائلًا لماذا يعاني حفيدات” لطفية” من مشاكل اليوم التي تمكنت من التغلب عليها قبل 80 عاما.
وأجاب:”بعد حرب 1973 في الشرق الأوسط، ارتفع سعر النفط بشكل ملحوظ، أعطى هذا دول الخليج قوة لم يسبق لها مثيل، في حين أدت الأزمة الاقتصادية إلي هجرة المصريين للعمل في الخليج، وجاء العديد من هؤلاء المصريين لمصر بعد أن استوعبوا القيم الوهابية، والتي تختصر وظيفة المرأة في إرضاء زوجها والإنجاب، كما دعا الوهابيين؛ لتعزيز تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، والسيطرة على الحياة الجنسية للمرأة، وعلى المرأة أن تغطي جسدها بالكامل ولا تدرس ولا تعمل ولا تسافر ولا تخرج من البيت دون إذن زوجها، وذلك علي عكس التقاليد في مصر والتي تعترف بحقوق المرأة وتشجيع النساء للدراسة والعمل.
وأشار إلى، تأثير الوهابية في جميع المجتمعات والحركات الإسلامية، بما في ذلك تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان المسلمين، كما انتشرت أفكارهم بشدة في مصر، وبدأ المزيد من النساء ارتداء الحجاب، أو غطاء الرأس. ولكن هذا لم يخلق مجتمع فاضل، بل أدى إلى العكس.
وحتى نهاية عام 1970، كان لا يزال العديد من النساء المصريات لا يرتدن الحجاب ويرتدن اللباس الحديث على النمط الغربي، وكانت حوادث التحرش الجنسي نادرة، و الآن، اتخذ التحرش مستويات وبائية، و كشفت دراسة من المركز المصري لحقوق المرأة عام 2008 إلى أن 83 % من النساء تعرضوا للتحرش الجنسي مرة واحدة على الأقل، و 50 %منهم يتعرضون له بشكل يومي.
وعلي الجانب الأخر، رأي أن عهد مبارك شهد تدهورًا في حقوق المرأة، على الرغم من بعض الإصلاحات الرسمية التي قامت بها سوزان مبارك، وأضاف انه حتى عام 2005، لم يكن التحرش الجنسي موجود بشكل منظم، وعقب ذلك كان موجود كوسيلة للانتقام من المرأة المصرية التي شاركت في المظاهرات المناهضة لمبارك، فدفعت أجهزة الأمن بالبلطجية، لحضور المظاهرات وتمزيق ملابسها والتحرش بها، واستمر هذا الشكل الجنسي من العقاب خلال الفترة التي أعقبت ثورة يناير.
وخلال الثورة، ذهب الملايين من النساء المصريات بشجاعة لميادين مصر وشاركوا فيها، لكن أولئك الذين وصلوا إلى السلطة حاولوا تقويضهم ومحاولة تهميشهم، و بعد انتخابات 2012 التي جلبت جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة، كان هناك 10 عضوات فقط في البرلمان من أصل 508، وباختصار، فإن الإسلاميين سعوا للقضاء على مكاسب المرأة المصرية بقوانينهم من خلال الدعوة لختان الإناث ورفض النظر في زواج القاصرات من خلال الزعم بأن الإسلام يسمح للفتاة بالزواج من 10 سنوات.
ورأي الأسواني أن حقوق المرأة هى الريادة للصراع الحالي في مصر، في حين أن الثوار يقاتلون من أجل المساواة و القوى الرجعية من كلٍ من الإخوان ونظام مبارك تحاول تجريد المرأة من حقوقها السياسية والاجتماعية وجعلها خاضعة لسلطة الرجل… مشيرًا إلي أنه في نهاية المطاف، يحب حل الصراع لصالح المرأة