حصلت مكاتب مساندة المرأة الجديدة على حكم بالسجن 6 أشهر، وغرامة قدرها 140 ألف جنيه من الجاني. وهذا بعد إحالة قضية رانيا رشوان من محكمة الجنح لدائرة مواجهة العنف ضد المرأة في الفيوم. وحُكم أول درجة بسجن 6 شهور لأحمد تحيف لأنه وآخرين احتجزوا المجني عليها وقاموا بضربها وارهابها بعد خلعها للحجاب بمحافظة الفيوم.
ًوتم تغريم الجاني بمبلغ مادي قيمته 40 ألف جنيه مصري غرامة عن التنمر، و100 ألف جنيه تعويضًا مدنيًا مؤقتًا، ووصلت عقوبته لمدة شهر واحد بعد الاستئناف
رانيا رشوان، 21 سنة من الفيوم، وهي من أسرة كبيرة مكونة من 10 أفراد. ارتدت رانيا الحجاب بالعنف في التاسعة من عمرها “المدرس قالي متجيش كده تاني والبسي الحجاب” قضت رانيا فترة ارتدائها للحجاب وهي قانطة على فكرة غصبها
” كنت بلبس الحجاب وأنا قاعدة في البيت مع أخواتي الولاد، لدرجة أني فكرت أحلق شعري زيرو..عشان لو مفيش شعر، مش هيكون فيه حجاب”
وبتمام رانيا السابعة عشر من عمرها، توفى والدها، وعقبها والدتها. فكانت في مواجهة العالم القروي بأفكاره التقليدية المهمشة لحقوق النساء بشكل مُنفرد تمامًا، وزاد الأمر سوءًا السياسات المُتبعة في المدارس بالقرى، التي تحشد أفكار نمطية تضهد فيها الفتيات وتجبرهن على الالتزام بالزي الإسلامي الذي يتماشى مع تقاليد القرية، وتقبل فكرة تعدد الزوجات، وإلى آخره من “الأمور الجدلية. فرضخت رانيا للضغوطات المجتمعية وارتدت النقاب لمدة سنتين “وقتها حسيت أن دي مش أنا، وده زود عندي الشعور بالاكتئاب
تحكي لنا رانيا لحظة قرارها بالتخفف من حِمل أفكار لا تؤمن بها، فشعرت للمرة الأولى بقرارها الحر، يوم خلعت النقاب أثناء تواجدها في الشارع، ومن بعدها قرار قلع الحجاب يوم انتحار أخيها الأصغر، والذي انتحر بسبب تعرضه للعنف والتنمر. “وقت العزاء الناس كانت مهتمة أن الطرحة متقعش من على شعري، أكتر من اهتمامهم بانهياري النفسي على وفاة أخويا”
وفي يوم خرجت رانيا مرتدية بنطلون، وحين رأها أخيها قام بتعنيفها جسديًا، فحررت فيه محضر، ويومها قررت أن تخلع الحجاب، مما أدى لإزدياد الأقاويل بين أهل القرية بنبأ خلعها للحجاب، وتفاقم الأمر إلى أن وصل لحد نبذها، ومن ثم ضربها في الشوارع، والقاءها بالزبالة والطوب.
استفحلت الأحداث على يد (احمد تحيف) بفَبركة قصة حول تغيير رانيا لديانتها، ورؤيتها وهي تتردد على الكنيسة، مما أثار غضب بقية الأهل. فواجهت رانيا وأختها الجاني (أحمد تحيف) بالإشاعات المُروجة عنها، فقام ضربها بالألم وتجمع باقي أهل القرية وقاموا بضربها وتعنيفها جسديًا “أنا وقعت على الأرض وكملوا ضربي، كان مشهد هزلي!“
استمر تصاعد الأحداث، فقررت رانيا تحرير محضر ضد كل من رَوج إشاعة، أو تعدى عليها بالضرب، فقابلت تعنت ورفضوا مساعدتها في تقديم البلاغ، ولكنها أصرت على موقفها لآخر نفس. ولولا دعم أخوها، ما كانت استطاعت تحرير محضر في القسم، ومن بعدها للنيابة. وهنا واجهت رانيا ضغوطات أكثر للتنازل عن حقها بشتى الطرق “مؤسسة المرأة الجديدة هي اللي أخدتلي مكان هنا ليا أنا وأخواتي بعيد عن الضغط، لأن الموضوع وصل للأمن الوطني بسبب الشك في إثارة للفتنة الطائفية في القرية”
وفي يوم 31 أكتوبر حصلت رانيا رشوان على حكم في القضية رقم ٢٧٦٤ لسنة ٢٠٢١، بحبس المتهم 6 شهور مع الشغل وكفالة 500 جنيه عن التهمة الأولى وهي الضرب وتغريمه 20 ألف جنيه عن التهمة الثانية وهي التنمر وألزمته بدفع للمدعية مبلغ 100 ألف جنيه على سبيل التعويض المدني المؤقت.