انتهاك حرية الرأى وتقرير المصير
قامت الشرطة الاسبانية بمطار لانثالوتى بجزر الكنارى في وقت متأخر من الليل بالتدخل بالقوة لفض أعتصام المدافعة الصحراوية عن حقوق الانسان ، ورئيسة تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان “أمنتو حيدار” ، وإنهاء إضرابها عن الطعام للمطالبة بحقها في العودة الى وطنها بالصحراء المغربية ، وقامت الشرطة الإسبانية بإطفاء أنوار المطار ، لمنع عشرات الصحفيين من تصوير تدخلها لفض الاعتصام ، وطر “أمنتو حيدار” من داخل المطار وحملها وسريرها بالقوة وسط احتجاجات المتضامنين معها من المواطنين الاسبان وغيرهم من الصحراويين ، مع تخوفاتهم من الوضع الصحي السئ ل “أمنتو حيدار” .
علي خلفية مواقفها السياسية من قضية الصحراء المغربية المطالبة بحق تقرير مصير الشعب الصحراوي ، تم في وقت سابق ليلة الثالث عشر من الشهر الجاري أعتقال “حيدار”، رئيسة تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان CODESA ، فى طريق عودتها من الولايات المتحدة، و أثناء نزولها من الطائرة التي كانت تقلها من مطار لاس بالماس بجزر الكناري الأسبانية، بمطار العيون / الصحراء المغربية، الذى شهد حصارا رهيبا من مختلف أجهزة الاستخبار المغربية.
وتعد السيدة امينتو حيدر ذات 42 سنة والتي تلقب بـ “غاندي الصحراوية” من بين المدافعين عن حقوق الإنسان الصحراويين المشهورين بالصحراء الغربية بحيث عرفت بحملتها الشجاعة من أجل تقرير مصير الصحراء الغربية المحتلة من قبل المغرب وضد عمليات الاختطاف والتجاوزات التي ارتكبت في حق سجناء الرأي.
وهي أم لطفلين وحاملة لشهادة البكالوريا في الأدب المعاصر، وكانت من بين 700 متظاهر سلمي تم اعتقالهم لمشاركتهم في تجمع يدعو لتنظيم استفتاء لتقرير المصير، وبعدها تم اختطافها دون تهمة أو محاكمة لتعتقل خلال أربع سنوات بمراكز اعتقال سرية إلى جانب 17 امرأة صحراوية حيث تم تعذيبهن.
ومنذ ذلك الحين جابت السيدة امينتو حيدار العالم لتحث الرأي العام الدولي حول الانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان بالصحراء الغربية و الدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
وقد حصلت السيدة أمينتو حيدار على سبع جوائز دولية حقوقية منها جائزة خزان ماريا باندريس لحقوق الإنسان (اسبانيا 2006) ، وجائزة سيلفر روز (النمسا 2007)، وجائزة روبرت كينيدي (2008)،و جائزة أندري ساخاروف من أجل حقوق الإنسان من قبل البرلمان الأوروبي، و جائزة جينيتا ساغان فوند لمنظمة العفو الدولي (فرع الولايات المتحدة) ، وعلى جائزة الشجاعة المدنية لسنة 2009 من الولايات المتحدة الأمريكية.
بعد أن تم أحتجاز “أمنتو” لمدة يوم كامل بالمطار ، واخضاعها للتحقيق من جانب المخابرات المغربية ، ووضعها تحت ضغط نفسى عنيف ، لإرغامها على الاعتراف قسرا ب ” الجنسية المغربية “، تم ترحيلها على طائرة متوجهة إلى جزيرة ” لانثالوثي ” بجزر الكناري، إلا أن “أمنتو” رفضت النزول من الطائرة بعد وصولها الى جزر الكنارى ، و اعتصمت داخل الطائرة مطالبة بحقها في الرجوع إلى و طنها بدون قيد أو شرط.
ويأتى أعتقال “أمنتو حيدار” في اطار حملة شرسة للدولة ضد المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، و التي توجت بخطاب ملك المغرب ” محمد السادس ” بتاريخ 06 نوفمبر / تشرين الثاني 2009، حيث أكد التعامل بصرامة مع ” أعداء الوحدة الترابية ” في إشارة إلى المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان و المواطنين الداعمين لتقرير مصير الشعب الصحراوي و الرافضين للحكم الذاتي.
وصلات ذات صلة :
المكتب التنفيذى لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان
اتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين
أعتقال فاطمة ارابيكا
الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان