دائما ما بهرنى على امتداد علاقتى ب”المرأة الجديدة”، التى تعدت التسع سنوات، هذا الانشغال الكبير بتشكيل جيل ثان من النسويات اللاتى يمكنهن تحمل مسئولية المؤسسة فى المستقبل.
تبدو الفكرة غريبة وسط مناخ يتميز بالمركزية الشديدة فى المؤسسات الأهلية النسوية، حتى أن بعض المؤسسات كثيرا ماتعرف باسم إحدى العضوات المؤسسات أو باسم إحدى العضوات البارزات، فيقال: “فيه ندوة فى جمعية فلانة” أو “مؤسسة فلانة عاملة النشاط العلانى.”
يحاول الجيل الأول من عضوات “المرأة الجديدة” تكوين هذا الجيل الثانى فى أنشطة خاصة مثل “منتدى الشابات” ومن خلال جميع أنشطة المؤسسة من إصدارات، وحملات، وتدريب، وغيرها، هذا بالإضافة إلى إشراك الشابات فى وضع السياسات من خلال الجمع العام ومن خلال حضور اجتماعات “مجلس الأمناء”. وأرى أن هذا الجهد قد أثمر؛ فنظرة واحدة على أنشطة المؤسسة تبين أن أكثر المشاركات هن من الشابات اللاتى أضاف لهن الوجود فى المؤسسة فرصا رائعة للنضج والتدريب وتلاقح الأفكار. أما الأهم من ذلك فهو الإحساس بالانتماء لل “المرأة الجديدة”، وبالمسئولية عن مستقبلها، والثقة بالقدرة على حمل هذه المسئولية فى المستقبل.
واليوم، أرى فى تطوير الموقع الإلكترونى للمؤسسة فرصة رائعة للتواصل مع الأجيال الشابة واجتذابهم لأنشطة “المرأة الجديدة” المتنوعة، وبالتالى الإسهام فى تكوين هذا الجيل الثانى من النسويين والنسويات التى يمكنهم/ن حمل الراية فى المستقبل. وأؤكد هنا على الاهتمام بإدماج كلا الجنسيين، بل وترك قيادة المؤسسة فى المستقبل لشباب من الجنسيين، فلم يعد الاهتمام بشئون النساء شأن نسائى، وإنما شأن اجتماعى، وكما توجد الأفكار الظلامية عند كلا الجنسين، يتمتع شباب من كلا الجنسين أيضا بوعى نسوى وفكر مستنير تم العمل على تنميتهما على مدى عقود عديدة، وسوف يستمر العمل على تنميتهما فى كل أنشطة “المرأة الجديدة” الحالية والمستقبلية.
يوفر الموقع الإلكترونى أيضا فرصة للتعريف بأنشطة “المرأة الجديدة” فى الوطن العربى كله وقد يتعداه إلى غيره من البلدان أيضا، إذا تم التغلب على مشكلة الترجمة، وبزيادة الوعى بقضايا النساء التى عادة ماتوفرها هذه الأنشطة. هى قفزة جديدة للأمام إذا، قفزة فد تفوق كل القفزات السابقة إلى مستقبل نرجو أن يكون أفضل لكل الأجيال.