بيان حول ما جرى في مؤتمر العمل العربي
شارك ممثلين عن الإتحاد المصري للنقابات المستقلة في أعمال مؤتمر العمل العربي الذي عقد بالقاهرة في الفترة ما بين 15-22 مايو، إنطلاقاً من قناعة الإتحاد بأهمية تطوير مؤسسات العمل العربي المشترك خاصة تلك التي تعنى بقضايا العمل والعمال، مع علمنا المسبق بأن عمال وطننا العربي لا يمثلون فعلاً في هذا المؤتمر الذي يضم منظمات نقابية على شاكلة إتحاد مصر الحكومي الذي عين من قبل جهاز أمن الدولة البائد – ولمن لا يعلم! هناك أحكام قضائية نهائية ببطلان انتخاباته جميعها تلك التي أجريت في عام 2006- .
شاركنا تأكيداً لحق العمال العرب الحقيقيين -وهم أصحاب المصلحة في بناء سوق عمل عربي موحد تحترم فيه مصالح العمال وحقوقهم الأساسية- وكنا نتوقع أن نواجه هجوماً عدائياً من المنظمات النقابية الحكومية التي تقف مع أنظمتها ضد شعوبها وعمالها. وقد صح ما توقعناه فخرج علينا البرفسور إبراهيم الغندور وهو -صديق حسين مجاور- أمين إعلام الحزب الحاكم في السودان الشقيق ومسئوله السياسي وعضو قيادته العليا ورئيس اتحاد نقابات عمال السودان بدروس حول بناء المنظمات النقابية؟ فبحسب قوله”انها لا تتأسس في ميادين الثورة” بالتأكيد نحن نعذر البرفسور جهله بالمنظمات النقابية المناضلة التي لا تتأسس في أقبية أجهزة الأمن والإدارات الحكومية وكنف السلطة؟ فجميعنا يعرف كيف تم وضع اليد على الحركة النقابية السودانية تلك المدرسة النضالية التي عمدتها دماء الشفيع ومحجوب ونضالات عمال السودان عبر الأيام!
وخرج علينا بعض الصحفيين من أصحاب السبوبة إياها! بعناوين تفيد بإن العمال العرب يرفضون التعددية النقابية مستنكرين مشاركتنا كممثلين حقيقيين عن عمال مصر الذين رفضوا ومنذ زمن تمثيل الإتحاد الرسمي لهم!؟ كنا لنجد اعذاراً لهؤلاء لولا معرفتنا الحقيقية بمن يدفع لهم ويدفعهم للترويج لمن لا يستحقون شرف تمثيلهم للعمال العرب! ربما فاتهم أن العمال العرب ينتفضون يومياً ضد المنظمات النقابية المزورة لإرادتهم، فضلاً عن كون التعددية النقابية أمر واقع فعلاً في في وطننا العربي الكبير في المغرب والجزائر وموريتانيا مثلاً؟؟
وللرأي العام نقول إن القضية هنا ليست كما يحلو للمرتهنين للسلطات العربية أن يصوروها بين طرفين أحدهم يرغب بتفتيت الحركة النقابية (وهي هنا النقابات المستقلة!) وطرف آخر يدعو للوحدة النقابية وللصدفة هم مزوري إرادة العمال لعقود مستمرة من ممثلي السلطة بين العمال!
بل إن القضية كلها بين منظمات سخرت نفسها ولا تزال في خدمة السياسات الحكومية، منظمات قامت ولا تزال بحجب المواقف الفعلية للعمال ونضالهم اليومي رفضاً للخيارات الحكومية في بلادهم وتقوم بتبرير دورها عبر الاستقواء بالسلطات المستبدة؛ الأمر الذي دفعنا وآخرين من شرفاء العمال العرب لإستعمال حقنا الطبيعي الذي أقرته التشريعات الدولية بإنشاء منظماتنا الفعلية والديمقراطية الممثلة لإرادتنا.
لقد عملت المنظمات النقابية الحكومية (المُوحَدة!!) لعقود من الزمن منفردة تدعي تمثيلنا فماذا حققت؟ فليعرضوا علينا منجزاتهم؟ الا يكفيهم تراجع واقع الحريات والحقوق النقابية في منطقتنا وارتفاع معدلات الفقر والبطالة وهجرة الشباب وغيرها الكثير وها هي وقائع ثورات الشعوب العربية الباسلة تظهر دورها الخانع والمتواطئ بما فيها إتحادها الإقليمي؟ وبعد ذلك يخرجون علينا بنغمة مؤامرة تفتيت الحركة النقابية فعن أي مؤامرة يتحدثون؟ إن المؤامرة الحقيقة بل الجريمة الحقيقية بحق عمالنا وشعوبنا هو استمرار هذه المنظمات وقيادتها الفاقدة لشرعيتها والتي خانت طبقتها وباعت ضميرها لحكامنا المستبدين!!
الملفت في ما جرى أثناء المؤتمر هو موقف المنظمة الإقليمية للعمال العرب “الإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب” والتي نقترح من أجل الأمانة الأدبية تغيير اسمها ليصبح الاتحاد الدولي لنقابات الحكام العرب! فهذه المنظمة تضم في عضويتها ممثلي نقابات الأنظمة العربية التي تثور شعوبنا ضد تسلطها وفسادها، وللذكرى نشير بأن هذا الإتحاد بقيادة أمينه العام السابق المرحوم حسن جمام كان قد أصدر بياناً تضامن فيه مع إضراب عمال المحلة الكبرى في العام 2006 فشن إتحاد مصر الحكومي ووزيرة القوى العاملة آنذاك هجوماً ضارياً ضده متهمينه بالتدخل في الشؤون الداخلية لمصر، ونتج عن ذلك الموقف إسقاط ترشيح أمينه العام السابق لمنصب المدير العام لمنظمة العمل العربية لصالح المدير الحالي أحمد لقمان ليس هذا وحسب بل أمتد الموقف للعمل على رفض ترشيحه مجدداً كأمين عام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب والعمل لصالح الليبي عميل نظام القذافي رجب معتوق.
إن النقابات الحكومية العربية لم تستطع طوال سنوات من القيام بأبسط واجباتها تجاه قضايا عمال بلادها ولم تتقدم خطوة واحدة في قضايا العمال العرب المشتركة وتريد منا أن نحييها على جهودها تماماً كما حيوا جهود حسين مجاور “المدير العام المساعد لمنظمة العمل العربية” المسجون بتهمة التحريض على قتل شبان الثورة؟
إن الإتحاد المصري للنقابات المستقلة يؤكد مجدداً أنه -ومن موقعه كممثل حقيقي لعمال مصريين أسسوا نقاباتهم قبل الثورة وفي ظل ديكتاتورية مبارك وأذنابه وكمشارك أصيل مع كافة أبناء الشعب المصري في ثورة 25 يناير- لن يتراجع عن تعرية الإتحاد الحكومي المصري الفاسد وكافة النقابات العربية الصفراء، وانه سيعمل بكل جهوده مع الشرفاء من أبناء مصر والوطن العربي الكبير لبناء نقابات مستقلة تعمل على الدفاع عن الحقوق والحريات النقابية لجميع العمال العرب ولاستعادة دور العمال العرب كمشاركين حقيقيين في بناء وطن عربي موحد وديمقراطي تحترم فيه الحريات العامة والفردية.
الإتحاد المصري للنقابات المستقلة