خلال الفترة من يوليو 2006 إلى مارس 2007
لماذا هذا التقرير؟
سبق وأن أشرنا في تقارير أخرى حول رصد الصور التي تقدمها وسائل الإعلام لأشكال متعددة من ممارسة العنف ضد النساء إلى أهمية الدور الذي يقوم به الإعلام في تشكيل وعي الناس، وتوجيه إدراكهم في اتجاهات معينة. وحيث إنه كثر الحديث في الآونة الأخيرة حول ظاهرة التحرش الجنسي بالإناث، كان من المهم استطلاع الصورة التي تناول بها الإعلام المقروء هذا الموضوع؛ أي هل تساهم هذه الصورة في رفع الوعي العام بمخاطر تلك الظاهرة، وهل هي منصفة للنساء، وإلى أي حد يتحمل الإعلاميون مسئوليتهم الاجتماعية تجاه القضايا المجتمعية بصفة عامة والقضايا المتعلقة بأوضاع النساء بصفة خاصة؟
كما جاءت أحداث عيد الفطر لتفتح على الملأ ملف التحرش الجنسي؛ فتوالى بعدها في الجرائد والمجلات نشر الأخبار، والتحقيقات، ومقالات الرأي، حول هذه الظاهرة. ولكن الملاحظ، بصفة عامة، أن التناول ركز على التحرش الجنسي في الشارع، دون الأشكال الأخرى من التحرش الجنسي التي تحدث في أماكن العمل، والمؤسسات العامة، أو داخل المنازل، فيما عدا بعض الاستثناءات التي سوف نشير إليها في متن هذا التقرير. إلا أن البدء في الحديث عن قضية التحرش الجنسي في الشارع، وتسمية الأمر بهذا المسمى، يفتح الأمل في تناول الأشكال الأخرى من التحرش الجنسي مستقبلاً بمزيد من التفصيل. ذلك أن كسر جدران الصمت والخوض في الموضوعات المسكوت عنها اجتماعياً من الأمور المهمة لمواجهة الظواهر السلبية والعمل على القضاء عليها.
وهو ما يستدعي منا بدء التقرير بتناول التحرش الجنسي من الناحية النظرية، استنادا إلى الاستنتاجات العامة التي توصلت إليها الوثائق الدولية، وعديد من الأبحاث المتخصصة في هذا المجال، والتي ستسمح لنا بتبيان مدى تطابق أو ابتعاد الأطروحات المتوافرة في العينة المختارة مع المفهوم العلمي للتحرش الجنسي.
للإطلاع على التقرير:
تقرير تغطية بعض وسائل الاعلام المقروءة لظاهرة التحرش الجنسي بالإناث