قالت حقوقيات مصريات وحزبيات، إن نظام الانتخاب فتح الباب أمام النساء للوصول للمناصب القيادية بدلا من التعيين، خاصة بعد نجاح سيدتين مؤخرا في اعتلاء مواقع قيادية هامة.
واستطاعت الدكتورة هالة شكر الله الفوز بمنصب رئيس حزب الدستور بعدد 108 أصوات من إجمالي أصوات الجمعية العمومية للحزب البالغ عددها 203 أصوات، خلفا للدكتور محمد البرادعي لتكون بهذا أول امرأة تتولى منصب رئيس حزب في مصر.
كما وصلت الدكتورة منى مينا لمنصب أمين عام نقابة الأطباء بعد معركة انتخابية، كما استطاعت فاطمة فؤاد تولي منصب رئيس نقابة العاملين بالضرائب على المبيعات متغلبة على منافسها الوحيد.
وقالت أمينة النقاش نائب رئيس حزب التجمع”، إن وصول النساء للمناصب القيادية من خلال الانتخاب نتيجة طبيعية للدور اللاتي قمن به في ثورة 25 يناير، وما تلاها من تظاهرات في 30 يونيو .
وترى النقاش أن أهم مزايا الربيع العربي هي عودة المواطنين، للمشاركة السياسية والانتخاب وإبراز رأيهم في ضرورة اعتلاء النساء للمناصب الهامة .
وعانت النساء في مصر من تاريخ طويل من التهميش، ظهر بوضوح في عهد الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، وكانت أغلب المناصب اللاتي يحصلن عليها بالتعيين، سواء في البرلمان أو الوزارات ولم تتقلد المرأة منصب محافظ أو رئيس جامعة.
ورأت داليا زخاري أن تعيين النساء في المناصب لتحقيق المساواة فيما يطلق عليه الجندر (تحقيق التوازن النوع الاجتماعي)، أمر غير مقبول لأنه تمثيل شكلي لإظهار تواجد النساء ولا يعكس مشاركتهن الحقيقية.
وأكدت أن المرحلة المقبلة تعبر عن التطوير الذي حدث في نظرة المجتمع للنساء، وتحول الأمر من مجرد تعيينهم في مجلسي الشعب والشورى إلى اختيارهم بإرادة المواطنين .
وأشارت زخاري إلى أن الشباب يفضلون انتخاب النساء، وهذا ما وضح من خلال انتخابات رئاسة حزب الدستور الذي يضم 70 % من أعضاؤه من الشباب .
ولم تنجح المرأة المصرية في الوصول لمنصب رئيس حزب من قبل، واقتصرت مشاركتهن بالحياة السياسية على لجان المرأة بالأحزاب أو منصب الأمين العام، أو نائب رئيس حزب بعيدا عن المناصب المؤثرة في صنع القرار.
وعبر فوز الدكتورة منى مينا بمنصب أمين عام نقيب الأطباء، عن التطور في انتخاب النساء للمناصب القيادية، حيث صوت المجلس بأغلبيته على انتخابها أميناً عاماً لتكون أول سيدة تتولى هذا المنصب في النقابة التي تأسست عام 1949، وينتمي معظم أعضائها للتيار الإسلامي.
وطالبت الدكتورة ميرفت التلاوي رئيس المجلس القومي للمرأة، بتعيين النساء في عدد من المناصب كضمان وجودهم في الحياة السياسية، مؤكدة على ضرورة تفعيل المواد رقم 53، و11، و5، و93 من الدستور التي تحظر التمييز بين المواطنين، والمساواة التامة بين الرجل والمرأة واحترام حقوق الإنسان والمواثيق الدولية.
وقالت مارجريت عازر الأمين العام السابق لحزب المصريين الأحرار، إن التعيين كان يتم لاجتياز الحاجز الثقافي والاجتماعي الذي كان يرفض انتخاب النساء في بعض المناصب ويفضل الرجال.
واكدت عازر أن ما حدث مؤخرا من فوز النساء يعبر عن تطور في الوعي السياسي للمواطنين، وتغير في المفاهيم، ودللت على ذلك بانتخابها أمين عام في حزب المصريين الأحرار.