ثمة أكثر من 30 من الجراثيم والفيروسات والطفيليات المختلفة التي يمكنها الانتقال جنسياً بين البشر. وبإمكان العديد منها، ولا سيما فيروس الأيدز والزهري، الانتقال أيضاً من الأم إلى طفلها خلال فترة الحمل وأثناء الولادة، وكذلك من خلال عمليتي نقل مشتقات الدم وزرع النُسج البشرية.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 1999 إلى أنّ كل عام يشهد حدوث 340 مليون حالة جديدة من أنواع العدوى المنقولة جنسياً التي يمكن علاجها (الزهري والسيلان والعدوى الناجمة عن المتدثّرة وداء المُشعّرات) بين الفئة العمرية 15-49 عاماً في جميع أنحاء العالم.
وتندرج أنواع العدوى المنقولة جنسياً ومضاعفاتها، في البلدان النامية، ضمن أهمّ الفئات المرضية الخمسة التي يلتمس البالغون خدمات الرعاية الصحية بسببها. ويمكن أن تؤدي أنواع العدوى تلك إلى أعراض حادة وحالات مزمنة وعواقب آجلة وخيمة مثل العقم والحمل المنتبذ وسرطان عنق الرحم وإلى وفاة الرضّع والبالغين في آخر المطاف ، كما أن تعرّض النساء لأنواع العدوى المنقولة جنسياً ووقايتهن من المضاعفات الوخيمة ذات الصلة
تمثّل الأمراض المنقولة جنسياً أهمّ أسباب العقم التي يمكن توقيها، وبخاصة لدى النساء. والجدير بالذكر أنّ بين10% و40% من النساء اللائي يعانين من أحد أنواع العدوى الناجمة عن المتدثّرة ولا يعالجنها يُصبن بالداء الالتهابي الحوضي العرضي. ويقف الضرر الذي يصيب البوق جرّاء العدوى وراء 30% إلى 40% من حالات العقم الأنثوي. كما أنّ النساء اللائي أُصبن بالداء الالتهابي الحوضي يواجهن مخاطر الحمل المنتبذ (البوقي) أكثر من النساء اللائي لم يُصبن به بنسبة تتراوح بين 6 و10 أضعاف، ويمكن عزي 40% إلى 50% من أشكال الحمل المنتبذ إلى إصابة سابقة بذلك الداء. كما يمكن أن تؤدي الإصابة ببعض أنواع فيروسات الورم الحليمي البشري إلى ظهور أشكال سرطانية تناسلية لدى النساء، ولاسيما سرطان عنق الرحم.
هناك علاقة بين أنواع العدوى المنقولة جنسياً التي تبقى دون علاج وبين أنواع العدوى الخلقية والعدوى المحيطة بالولادة التي تصيب الولدان، وبخاصة في المناطق تظلّ فيها معدلات الإصابة بالعدوى عالية.
وتؤدي 25% من حالات الحمل، لدى النساء المصابات بالنوع المبكّر من الزهري غير المُعالج، إلى الإملاص، كما تؤدي 14% منها إلى وفاة الولدان- ممّا يمثّل معدلاً إجمالياً يناهز 40% فيما يخص وفيات الفترة المحيطة بالولادة. وتتراوح نسبة انتشار الزهري بين الحوامل في أفريقيا، على سبيل المثال، بين 4% و15%. وتسفر نحو 35% من حالات الحمل بين النساء المصابات بأحد أنواع العدوى الناجمة عن المكوّرات البنيّة عن حدوث إجهاضات تلقائية وولادات مبكّرة، كما تسفر 10% منها عن حدوث وفيات في الفترة المحيطة بالولادة. وفي غياب المعالجة الاتقائية سيتعرّض 30% إلى 50% من مواليد الأمهات المصابات بسيلان غير مُعالج ونحو 30% من مواليد الأمهات المصابات بأحد أنواع العدوى الناجمة عن المتدثّرة بنوع وخيم من العدوى التي تصيب العين (الرمد الوليدي) يمكنه أن يؤدي إلى العمى إذا لم يُعالج في المراحل المبكّرة. وتشير التقديرات إلى أنّ بين 1000 و4000 من الولدان يُصابون بالعمى كل عام في جميع أنحاء العالم بسبب هذا المرض.
للمزيد أضغط