في ظل المطالبات بيئة عمل آمنة، ، أطلقت وزارة العمل ورشة لاعتماد الملف الوطني للاستراتيجية الوطنية للسلامة والصحة المهنية. هذا التحرك يمثل خطوة مهمة لربط السياسات الوطنية بالمعايير الدولية، لا سيما معيار ISO 45001:2018، المعتمد عالميًا كأداة شاملة لإدارة المخاطر المهنية وتعزيز بيئة العمل الآمنة.
هو معيار دولي معتمد من منظمة ISO، يوفّر إطارًا لإنشاء نظام إدارة للصحة والسلامة المهنية يهدف إلى:
رغم توافر بنود تتعلق بالسلامة والصحة المهنية في قانون العمل المصري، فإن معيار ISO 45001 يتميز عنه بمجموعة من العناصر الهيكلية والتنفيذية التي تفتقر إليها المنظومة التشريعية الحالية في مصر. إذ لا يتضمن القانون المصري تحليلًا واضحًا لسياق المؤسسة أو تقييمًا منهجيًا للمخاطر المحيطة بها، في حين يعد ذلك ركنًا أساسيًا في ISO 45001. كما يغيب عن القانون مفهوم القيادة الفعلية والمشاركة النشطة للعاملين في صياغة سياسات السلامة، والتي يشترطها المعيار الدولي لضمان فاعلية النظام.
وبينما يورد قانون العمل بعض الإشارات إلى ضرورة وجود خطط طوارئ، فإنها تظل غير مفعّلة بشكل ممنهج أو خاضعة للمتابعة الدورية، بخلاف ما ينص عليه المعيار الدولي من ضرورة وجود خطط استجابة محدثة ومُجربة. كذلك، لا يشترط القانون المصري وجود آليات للتحسين المستمر، أو مراجعة الأداء، وهي من العناصر الجوهرية في ISO 45001 لضمان التطوير المستدام. وأخيرًا، يفتقر النظام التشريعي المصري إلى إلزام المؤسسات بالتوثيق المنهجي للسياسات والإجراءات والسجلات المرتبطة بالسلامة، مما يُضعف القدرة على الرقابة والتقييم.
رغم وجود بنود قانونية، إلا أن التطبيق على الأرض يعاني من فجوات كبيرة، مثل:
الكلمة التي ألقاها وزير العمل السيد محمد جبران، أبرزت عددًا من المبادئ الجوهرية التي ترتبط مباشرة بمتطلبات ISO 45001:
تُعد الاستراتيجية الوطنية للسلامة والصحة المهنية التي يجري إعدادها حاليًا تحت إشراف وزارة العمل، فرصة تاريخية لتحويل المبدأ إلى ممارسة، وربط التشريع بالتنفيذ، والمخاطر بالوقاية. إذا تم تضمين مبادئ ISO 45001 وتطبيقها بمرونة وتدرج، ستنتقل مصر إلى مرحلة جديدة في احترام حقوق العامل، وتحقيق الإنتاجية المستدامة.