وتعتبر هذه الدراسة احد الدراسات المقارنة لعينة مختلفة ممثلة للنساء تعرضن للعنف وهم من أعمار مختلفة من الخصوبة ، حيث تستهدف هذه الدراسة عينة من 500 سيدة ما بين 18 إلي 50 عام. جمعت بيانات هذه الدراسة عن طريق استبيان تم تجريبه كدليل في المقابلات مع حالات الدراسة وقد شمل الاستبيان أسئلة متنوعة بداية من أعمار النساء وعدد أفراد الأسرة وغيرها من معلومات كمية كما تناولت أجزاء أخرى منه طرح أسئلة كيفية أخرى مثل مرات التعرض للعنف وشكلها وأوقاتها وأسئلة أخرى عن طباع الزوج وغيرها وسلوكيات تستدعي التعامل العنيف مع نساء الأسرة.
خصصت الدراسة جزء كبير منها لعرض نتائج الإضرار النفسية على النساء المعرضات للعنف خاصة النساء المعرضات للعنف في فترات الحمل، وقد كشفت نسب الدراسة إلي أن 60.1% من نساء العينة تعرضن لحالات متكررة من العنف الأسري، منهم ما يصل إلي 74% تعرضن لإيذاء نفسي إضافة لنسبة 26% من العينة تعرضن للإيذاء النفسي مقرون بواقع من الحرج الاجتماعي كالشجار علنا أو الضرب والسب في المحافل العامة، أما عن نسب النساء اللاتي تعرضن للإيذاء الجنسي من قبل الزوج فقد وصلت 19.6% من جملة العينة.
الجدير بالاهتمام أن نسبة 26% من نساء العينة والمعرضة للإيذاء النفسي إضافة للحرج الاجتماعي هم من أعمار اقل من 30 عام أو على مشارفها !!! وتتصف نسبة كبيرة من نساء هذه النسبة بضعف التعليم وندرة الدخل كما يواجهن بشكل عام مأزق في أمكانية استقلا قهن الاقتصادي .كما تشير الدراسة أيضا إلي أن نسبة من الأزواج أصحاب السلوكيات العنيفة تجاه زوجاتهن هم اقل تعليما وأكثر عرضة للبطالة والعمل الموسمى وندرة الدخل.
وتشير الدراسة إلي ردود أفعال أغلب النساء المعنفات حيال وقعة العنف والذي عادة ما يكون ببكاء والصراخ، في حين يلجأ القليل منهن إلي طلب الرعاية الطبية أو يقمن بالاتصال بالشرطة. وختاما تسجل الدراسة قرابة 69.2% من العينة هن نساء مصابة بالإحباط والاكتئاب.