نشرت صحيفة ديلي ميل البريطانية السبت تقريراً عن حالات التحرش الجنسي التي تتعرض لها السيدات المشاركات في المظاهرات المناوئة للإعلان الدستوري الأخير الذي أصدره الرئيس محمد مرسي الأسبوع الماضي ونقلت عن ناشطات قولهن أن الحزب الحاكم في مصر يدفع أمولاً لبلطجية للتحرش بالمتظاهرات.
وأضافت الناشطات أن جماعة الإخوان المسلمين تحرض هؤلاء البلطجية للإعتداء بالضرب على الرجال المشاركين في المظاهرات التي عمت كافة أرجاء الجمهورية إعتراضاً على الإعلان الدستوري الذي حصل بموجبه الرئيس محمد مرسي على صلاحيات غير مسبوقة وحصانة لكافة قرارته من الطعن عليها.
وقالت الصحيفة أن ميدان التحرير “قلب الثورة المصرية” شهد الجمعة مظاهرات حاشدة شارك فيها نحو 200.000 متظاهر تجمعواً في الميدان بعد مسيرات طافت أحياء القاهرة وردد المشاركون بها هتافات من بينها “الدستور … باطل” و “الشعب يريد إسقاط النظام”.
وفي السياق ذاته، أشارت الصحيفة إلى تصريحات أدلت بها ماجدة عدلي مديرة مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف لصحيفة “التايمز” البريطانية قالت فيها أن نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك كان يدفع للبلطجية للإعتداء على الرجال وللتحرش بالسيدات المشاركات في المظاهرات. ومضت ماجدة عدلي تقول “لا تزال هذه الممارسات تكرر حتى اليوم وأعتقد أن هناك من يدفع لهؤلاء البلطجية للقيام بذلك” وأكدت أن جماعة الأخوان المسلمين تتبنى نفس النهج السياسي الذي اتبعه نظام مبارك.
وروت إحدى المتظاهرات وتدعى ياسمين لصحيفة “التايمز” ما حدث لها أثناء تصويرها للمظاهرات إذ وجدت نفسها فجأة محاطة بنحو 50 رجلاً قامو بلمس أجزاء حساسة جسدها ومزقوا ملابسها لمدة اقتربت من الساعة.
وقالت ياسمين أن بعض الرجال حاولوا مساعدتها إلا أنهم فشلوا وتم الإعتداء عليهم بالضرب من قبل البلطجيه وفي نهاية المطاف شاهد بعض سكان المنطقة ما يحدث من شرفات منازلهم وشاركوا في محاولات إنقاذها وقام زوجين بإدخالها إلى أحد المنازل وأكدت ياسمين أنها عانت بعد الواقعة من بعض إصابات ولم تكن قادرة على المشي لنحو إسبوع كامل.
وفي ذلك اليوم تعرضت أربع من صديقات ياسمين للتحرش الجنسي بميدان التحرير.
كما ذكرت الصحفية والناشطة عفاف السيد للصحيفة أيضاً أنها تعرضت للتحرش قبل نحو شهر من الآن خلال تظاهرة في ميدان التحرير وأكدت أن من قام بالإعتداء عليها هم “بلطجية تابعين لجماعة الإخوان المسلمين”
وفي فبراير 2011 تعرضت مراسلة شبكة “سي بي إس” الإخبارية الأمريكية لارا لوجان للتحرش الجنسي بميدان التحرير على يد مجموعة من الرجال وأكدت “لقد اغتصبوني بأيديهم”
وأكد نشطاء حدوث أكثر من 20 اعتداء خلال العشرة أيام الماضية ويقولون أن هناك زيادة كبيرة في حالات التحرش الجماعي بالمتظاهرات.
ونوهت صحيفة “ديلي ميل” إلى أن معظم الإعتداءات تحدث عادةً في مكان واحد وفي نفس التوقيت كل ليلة وتبدأ بتشكيل مجموعة من الرجل لسلسلة بشرية حول السيدات كمن يحميهن ثم يبدأ الإعتداء.
وأضافت ياسمين ل”تايمز” أنها على يقين بأن هذه الإعتداءات مدبرة لأنها وبعد عودتها إلى المشاهد التي التقطتها بالكاميرا قبل لحظات من الإعتداء وجدت بعض الرجال يتمركزون في مواقع محددة بما يوحي بأنهم سيقومون بشيء ما وليسو كباقي المتظاهرين العاديين.
وتحدثت صحيفة “التايمز” مع رجلين اعترفا بتلقي أموال لإستهداف المتظاهرات عرفتهما بـ”فيكتور” و”توتو”, ونقلت عنهما قولهما إنهما يشرفان على مجموعة تضم أكثر من 65 رجلاً يتقاضى كل منهم مبالغ تتراوح بين مائة ومائتين جنيه مصرينحو”10 إلى 20 جنيه استرليني” ولكنهما رفضا الكشف عن هوية من يدفع لهم.
وقال فيكتور “لقد قيل لنا تحرشوا بالفتيات جنسياً كي يتركن المظاهرات” وأضاف “نهدف لنشر الفوضي والفزع بين المتظاهرين وفي بعض الأحيان ينضم إلينا أناس عاديون”