هبة عفيفي
أشعر بمزيج من الحزن والألم وأنا أكتب هذه السطور، لكن لابد من الكلام لقد فاض الكيل ظللت لسنوات كثيرة أتساءل لماذا خلقني الله أنثى؟! ولماذا أحمل عار الأنوثة ووصمة العار تلك التي على جبين كل فتاة تعيش في مجتمع شرقي متدين زي مصر بـ مسلميها وأقباطها. لقد نشأنا وتربت أفكارنا على أن هناك فروقا لا يمكن إنكارها أو تجاهلها بين الولد والبنت أقصد الذكر والأنثى يعني الراجل والست.
الرجل هو كل شيء بينما المرأة هي تلك المخلوقة الثانية التي خلقت من أحد أضلاعه لتشعره بالمتعة وتكمل حياته وتلد له الأبناء الذين يحملون اسمه هو ويخلدون ذكراه هو وحده وتظل هي زوجة فلان رحمه الله، حتى الأفلام العربية القديمة دائما ما كانت تصدر لنا فكرة المرأة المهمشة التي ما هي إلا وعاء جنسيا للرجل بينما سى السيد يلهو ويلعب خارج المنزل ووظيفتها فقط تربية العيال والغسيل والطبيخ.
ابتدينا نكبر شوية بـ شوية وبـ تكبر معانا التفرقة بين الولد والبنت.
فـ الابتدائي: متقعديش جنب الولاد اقعدي جنب بنت زيك.
فـ الإعدادي: عيب يا بنت متقوليش صاحبي قولي زميلي.
فـ الثانوي: اوعي حد يلمسك والبسي واسع مينفعش تلبسي محزق وملزق كده و….و… يبان متنسيش إنك بنت.
وتفضل الكلمة دي ترن في الودن لغاية لما الواحدة مننا تدخل الكلية وتفضل يا عيني تكلم نفسها في الشارع وتقول: متنسيش إنك بنت، متنسيش إنك بنت!.متعليش صوتك وإنتي بتضحكي ولا وإنتي بتتكلمي (متنسيش إنك بنت). هـ تدخلي حقوق ولا سياسة واقتصاد يا نهار إسود إنتي نسيتي إنك بنت، خلصتي كلية اتجوزي واقعدي في البيت (متنسيش إنك بنت) ومصيرك هو بيتك وجوزك وعيالك، عايزة تشتغلي صحفية وتتنطتي في كل حتة؟ ليه إنتي نسيتي إنك بنت؟.
البنت ملهاش غير الجواز، لازم تحافظي على نفسك، الناس كلها وحشة كلهم عاوزين منك حاجة واحدة بس إنتي بنت، بنت، بنت كفاااااااااااااااااية بقى حرام عليكم وكأن الأنوثة بقت عار ولعنة، وصلتونا لمرحلة إننا بقينا مكسوفين من نفسنا نمشي في الشارع لأننا بنات..إحنا مجتمع عبيط صحيح وبيضحك على نفسه، بنطالب بحرية المرأة وبنقول إنها نص المجتمع وفـ نفس الوقت بنخبي البنت في البيت ونفضل نعايرها بأنوثتها ونخبي كل حاجه بتدل على إنها أنثى وكأن الأنوثة دي بقت وصمة عار على جبين اللي ربنا اختارها تكون بنت.
ولا يبقى غير إني أقول في مجتمعنا ده:لو لم أكن أنثى….لوددت أن أكون رجلا وراجل مفتري كمااااااااان..
لكنى انثى وافتخر بذلك فيا كل انثى ارفعى راسك وحاربى لحقك فالانوثه تاج على رؤوسنا ونعمه وهبة من الله