إنتصار السعيد
يقولون إن الإسلام يفضل للمرأة أن تلزم بيتها وألا تخرج للعمل إلا فى حالة الضرورة وأن مهمتها الأساسية فى الحياة تنحصر فى إنجاب الأولاد وتربيتهم وخدمة الزوج !!!!!!!!!! والحقيقة أن التاريخ الإسلامى يرد على هذا الادعاء بأن المرأة المسلمة كانت تقاتل جنبا إلى جنب مع الرجال وتحمل السلاح مثل نسيبة بنت كعب التى جرحت فى غزوة أحد اثنى عشر جرحا واستبسلت هى وزوجها وابنها فى الدفاع عن الرسول فى الوقت الذى هزم فيه المسلمون.
قد عملت المرأة المسلمة فى مهن كثيرة فكانت طبيبة وممرضة مثل رفيدة الأنصارية التى عرفت بأنها كانت لها خيمة تعالج فيها الجرحى وقت المعارك ، وكعيبة بنت سعد الأسلمية التى كان لها ما يشبه المستوصف الطبى فى المسجد حيث كانت تعالج الجرحى من الجنسين .
كما عملت المرأة المسلمة بمهنة السكرتارية فكان للخليفة الأندلسى الناصر لدين الله سكرتيرة تدعى مزنة ، وكانت سيدة أندلسية تجمع بين العلم والأدب وإجادة الخط ، وهناك لبنى سكرتيرة الخليفة الحكم بن عبد الرحمن .
وقد أإجمع علماء الحديث على أن السيدة عائشة كانت أصدق فى أحاديثها من أبى هريرة وكانت تصلح له أخطاء كثيرة ، وقد تلقى الإمام الشافعى تعليمه عن نفيسة محمد حسن ، وهناك عشرات العالمات اللاتى يضيق بذكرهن المقام .وبالإضافة إلى ذلك فقد عين عمر بن الخطاب سمراء بنت نهيك فى منصب الحسبة على الأسواق وأعطاها سوطا لتؤدب به المخالفين ، كما ولى الشفاء بنت عبد الله منصب الحسبة على سوق المدينة ، وهو عمل يشبه فى عصرنا الحالى اعمال وكلاء النيابة ، ومفتشى التموين ، وضباط المرور .
ومما لاشك فيه ان طريق العمل الشريف مفتوح الى ما لا نهاية ، حيث يكون للمرأة دور فى المجتمع الذى تعيش فيه ولا تتنازل عن حقوقها بل يجب أن تطالب بالمزيد .
أما عن مقولة أن المرأة للبيت والإنجاب والرجل للعمل والإنفاق فلا سند له من الدين وإنما يرجع ذلك إلى العادات الموروثة والتقاليد الشرقية ، والاهم من هذه الموروثات والتقاليد البالية ان ندرك عن يقين أن العودة للوراء مستحيلة مستحيلة وأن الزمن يسير إلى الأمام وليس للخلف