سعاد عبد الرسول
اذاعة هولندا العالمية
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم …الشرف الرفيع..؟ اى شرف هذا الذى يباع بـ 15 دولار .. بدون تعجب ..تبدو مزحة.. لكنها حقيقة ، الصين تورد لنا أغشية البكارة الصناعية، الصين بلد قرأنا جيدا وانكشفت له حقيقتنا وأمراضنا وهوسنا بالصورة لا المضمون، فكم نحن شعوب متناقضة وتعانى من شيزوفرنيا حادة.
الصين تصدر لنا السبح والمصليات وفوانيس رمضان وملابس الحج ودمية باربى محجبة والمايوه الشرعى وأغشية البكارة ،تداعب فينا كل ما له علاقة بكلمة اسلامى، تصدر لنا الصورة التى نحب أن يرانا عليها الآخر حتى وان كانت مجرد أكذوبة صنعها المتأسلمون وليس المسلمون وما أكثرهم الآن .لكن لماذا نلقى عليهم اللوم .. شعب وعى الدرس جيدا فهو لا يعنيه ان كان بناتنا عزراوات حقيقة أم لا، فالأمر لديهم لا يتعدى كونه تجارة ،عرض وطلب ليس أكثر..وهذا المنتج بشكل خاص جدا لن يلقى رواجا الا فى بلادنا العربية العزيزة.
البلد التى تصدر لنا المايوه الشرعى هى التى تصدر لنا الأغشية الصناعية والمستهلك واحد ، الى هذا المدى الأمر مثير للسخرية والضحك ، لكنه الضحك المُر بل والخانق والمثير للرثاء على واقع تبدلت فيه كل القيم لتصبح عناوين وصور
السؤال لماذا نحن..؟
هل الآخر هو من يحرض بناتنا للإنفلات بتسهيله لنا طرق التخفى أم ان الحاجة هى التى دفعته لتصنيع ذلك المنتج ..؟
نعلم جميعا ان الحاجة أم الإختراع وذلك لكى لا نلقى اللوم على الصين أو أوروبا أو امريكا بناءا على نظرية المؤامرة التى نتبناها ونتشدق بها ليل نهار (اننا مستهدفون من الغرب). وللحق .. اننا مستهدفون من أنفسنا نحن ننسج المؤامرة ونشبك أرجلنا فى خيوطها عمدا ونقع ثم نصرخ بأعلى صوت (اننا مستهدفووون )
الشرف الذى قتلت من اجله كثيرات ونكست من اجله الرءوس اصبح فى متناول اليد وبأقل الأسعارنكته سخيفة لا تدعو للضحك لكنها تدعو للأسى والأسف على حال امتنا البائس التى لا تسعى لشئ سوى التخفى والتزييف ومغالطة الحقيقة.