رحاب الشذلي
مدونة شزرات
المصريون غضبوا لان غشاء البكاره صناعة صينية ولم يغضبوا يوما من بيزنس عمليات الترقيع والاجهاض في عيادا بير السلم صحيح كله إلا الشرف
فى لحظه نسينا القمح المسرطن وانفولنزا الخنازير والطيور والتيفود ، نسينا ضحايا القطار والعباره والمستشفيات وقصر ثقافة بنى سويف ، نسينا الاجور والفقر والبطاله والجوع والعشوائيات واطفال الشوارع وغيرها من الاف المشكلات التى تهدد المجتمع المصرى بجد وأهتم الجميع بموضوع واحد وفقط ألا وهو ” غشاء البكاره الصينى ” لدرجة انه تحول لقضية امن القومى يجب النضال من أجلها ، فلم تعد أسرائيل هى التى تهدد أمن البلاد لكن الصين لانها تصدر لنا ” غشاء بكاره صينى” بالذمه مش حاجه تكسف !
بقدر ما أثاره موضوع غشاء البكاره الصينى وبيعه بسعر 83 جنيه، وقيام بعض المستثمرين المصريين بأستيراده وبيعه فى السوق المصريه من جدل كبير، بقدر ما ما تجلى بوضوح مدى تناقض المجتمع المصرى الذى لم يعد شغل باله سوى ب” عذرية بناته” مختذلا هذا فى ” غشاء البكاره” دون النظر الى ما هو أهم وأخطر ألا وهو ثقافة وأخلاق وقيم النساء المصريات الاتى مازلن يدفعن ثمن أنهن خلقن أناثا وليسوا ذكورا فى مجتمع أصبحت العقيله الذكوريه هى المرجعيه الاولى والاخيره فى الحكم على الاشياء
تلك العقليه التى بدت واضحه من خلال مجموعة التعليقات التى وردت على المواقع الاخباريه والصحفيه التى نشرت خبر ” غشاء البكاره الصينى” وتداوله فى الاسواق المصريه جائت التعليقات التى رصدناها على النحو التالى :” اعلان هام جدآ.. الى كل البنات الراغبات في ممارسة الرذيله، افعلى كل ما تريدين واستغني عن اغلى ما تملكين ،والصين بتعوضك تغطي كل مصايبك،وبسعر رخيص جدآ الشرف اصبح ارخص شيء في السوق.. ومع الاوكازيونات هيكون ارخص وارخص “
هذا هو واحد من أبرز التعليقات التى سجلها أحد الشباب ، الذى يرى أن كل الفتيات لاتحولهن من ممارسة الرذيله – حسب وصفه- الا خوفهن من الفضيحه وعدم علاج الامر، لكن الان بعد توافر العلاج بسعر رخيص بأنتشار المنتج الصينى الجديد ، ستفعل كل بنت ماتريد والعلاج بسيط .الافت للنظر فى هذا التعليق أنه يؤكد على أننا مازلنا نتعامل مع نسائنا من منطلق واحد ألا وهوأنها ” مصدرللغواء الجنسى ” وأنها مصدر للرذيله والشهوه وليس أكثر .
وتأكيدا على تلك النظره المتدنيه للمرأه المصريه جاء التعليق الثانى – الاغرب – حيث طالب أحد الشباب من خلال تعليقه على الخبر ” تشكيل لجنه لفحص الفتيات قبل الزواج للتأكد من أن عذريتها صناعى ولا طبيعى ” وجاء التعليق على النحو التالى :” تعرفوا ان علاج المسالة دي بسيط جدا لو كنا دولة بتطبق الشريعة..؟لانه بكل بساطة في ظل هذا الانفلات القيمي ممكن ان تشكل لجنة طبية من طبيبات مسلمات للكشف عن بكارة كل بنت بمقتضي قانون يشرع لهذا الغرض وتكون فيه عقوبة صارمة لمن يثبت استخدامها لهذه الطرق الاحتيالية وفي الحالة دي سنقوم بمنع الشك اللي هايكون عند الرجال المقبلين علي الزواج ………
تصوروا لو كل بنت قبل الزواج عرفت انها بمقتضي القانون هاتكشف عليها لجنة طبية مختصة صدقوني كل بنت هاتحافظ علي شرفها ولو بقي الغشاء الصيني” لك أن تتخيل الى هذا الحد وصلنا ، حيث يطالب البعض أن تشكل لجنه لفحص الفتيات قبل الزواج ، هذا يعنى أن المرأه بالنسبه للرجل قيمتها وشرفها الانسانى تم أختزاله فى مجرد ” نقط دم” تسقط بمجرد فض بكارتها ، وتلك النقط تعد حكم البرأه الذىى تناله الفتاه ليله زفافها من قبل الخصم والحكم فى نفس الوقت ألا وهو زوجها وباقى رجال العائله اللذين يعلنون الافراح بعد رفع الزوج لدليل البرأه .
أما التعليق الاكثر طرافه كان على لسان أحد الشباب قال فيه ” برده الراجل راجل يا ستات يا خيبه..وميضحكش عليه ابدآ.وخلي الصيني ينفعكم..الشرف الصيني برده صيني وهيتعرف هيتعرف..الحمد لله الرجاله كلهم اصلي.. لان الرجال أفضل وأقوى … وقوامون على النساء”
تلك هى القوامه من وجهة نظر الشباب ، وفحولتهم ” الجنسيه” هى سر قوامتهم على النساء ،هكذا يفكر الشباب من منطلق ذكورى ، على الرغم من أنه الوقع يؤكد سقوط تلك النظريه – السطحيه – التى يبنى على أساسها مدى قوة الرجل ، والدليل هو أنتشار ” الفياجرا وغيرها من المنشطات الجنسيه ” التى يلجأ اليها الرجال ، والسؤال هنا لماذا لانقيس فى هذه الحاله أن رجولة الرجل أنتهت بأنتهاء قدراته الجنسيه ؟ الاجابه بوضوح أن هذا لا يحدث مجتمعنا لان نظرة المجتمع للرجل تختلف بدرجة كبيره عن نظرته للمرأه .
المشكله الحقيقه هى الجدل الذى أثير مؤخرا حول ” الغشاء الصينى ” ليست لاى سبب سوى أن سرف النساء المصريات ليس تقفيل محلى بمعنى أن أنه على الرغم من وجود عمليات ترقيع لغشاء البكاره وأيضا عمليات أجهاض تتم فى مستشفيات وعيادات ” بير السلم ” وتتم فى السر ، لكن الرغم من أننا جميعا نعرف أن مثل تلك العمليات تتم فى مصر ألا أننا لم نعلن رفضنا لها بشكل واضح كما اننا لم نطرحها للمناقشه العلنيه ذلك ننا أعتدنا على الكذب على انفسنا وانكار ماهو موحود على ارض الواقع ظنا ان تجاهل المشكله هو حل لها ، فى حين ان تجاهل المشكله هو تضخيم وتعميق لها والنتيجه النهائيه هو موت كثير من الفتيات أثناء أجرائهن عمليات الاجهاض التى تحولت الى ” بيزنس” يمارسه عدد من الاطباء فى الخفاء تحايلا على القانون الذى يمنع ذلك .
الاغرب من كل هذا هو أن المجتمع على لسان عدد من رجال الدين والاطباء والنواب وغيرهم قرروا حل المشكله بأعادة طرح حزام العفه من جديد الذى يضمن عذرية البنت – وطبعا المفتاح سيكون مع الاب او الاخ ويتم تسليمه للزوج ليلة الزفاف بعد عقد القران – ومن هنا تضمن الاسره عذرية أبنتها التى يتسلمها الزوج فيما بعد مثلها مثل “الخزنه “.