إنتصار السعيد
إلى أن نصل لتحليلات سليمة حول أسباب التحرش الجنسى ، وإلى أن نقوم بتفعيل الخطوات التي سيتم اقتراحها.. هناك أشياء بسيطة على كل امرأة أو فتاة أن تعرفها اليوم حتى يمكنها أن تدافع عن نفسها ما استطاعت..
أولا : لا تتناول هذه النقاط حالات الهجوم الجماعي لأن الدفاع المطلوب فيها لابد أن يكون جماعيا، ولا يشترط أن يكون بنفس النسبة بالمناسبة.. فكتلة صغيرة منظمة تستطيع إيقاع الهزيمة بهلام كثيرغير منظم.. وهنا نكتفي بالقول بأن الفتاة التي تتعرض لأحداث كالتى حدثت فى العيد وحدها أو مع صديقة لها مثلا ليس أمامها إن شاءت النجاة إلا أحد حلين، “الهرب الواعي” أو “الإطاحة بعينة
الهرب الواعي معناه التغلب اولا على خوف اللحظة، ما يحدث هو ان الخوف يشلنا احيانا خاصة مع شدة المفاجأة، المطلوب هنا اعمال العقل بسرعة صوب الفعل.. آسفة جدا أنني انصح بالهرب ولكن إلى ان ننتهي من “ابتكار الحلول” هذا ما في أيدينا الآن.
إذن في حالات كهذه لا تفكري في القاء خطبة ولا في استدرار عطف القطيع.. بل الهرب الواعي ..وهذا معناه التركيز على الهرب بقدر ولو يسير من هدوء الأعصاب، فالمتشنج يغرق في البحر، أنت هنا تحتاجين الى عضلات الساقين ولا تحتاجين للكعب العالي ، لاحظي أن الهرب سيجعل القطيع يطاردك.. طبيعي كما نجري من الكلاب فتطاردنا..
أنت تحتاجين هنا لقرارين.. أهرب من أين؟ وأهرب إلى أين؟ السؤال الأول جغرافي بحت.. أين الثغرة التي لم تحكم عندها الحلقة حولي تماما وهذا يحتاج لتركيز بالغ وبعض الهدوء والثقة.. سأنجو.. هذا ما يجب أن تقوليه لنفسك.. تحرري من معوقات الجري واجري من تلك الثغرة
أما إلى أين فهو سؤال استراتيجي.. بمعنى.. هل اجري لأقرب قسم؟ لأقرب تجمع يوثق فيه؟ لأقرب جامع او كنيسة؟ هنا يجري العقل عملية فرز سريعة للاختيارات المتاحة.. القاعدة هنا اول ما يطمئن له تفكيرك اتبعيه.. لا تترددي ابدا لا في اختيار الثغرة أو الملجأ.. قرار خاطيء أفضل من التردد.. وهذه قاعدة هامة.. فالقرار الخاطيء يمكن تصويبه في سياق التنفيذ أما التردد فنتيجته دائما وبال
اذن الهرب هو احد الاختيارين الاساسيين هنا.. الثاني سميته الاطاحة بعينة.. ومعناه توجيه أكبر درجة ممكنة من العنف المباغت تجاه عينة من القطيع.. شيء قادر على بث الرعب في نفوس الحلقة الأضيق حولك.. ثم تفكرين في الثغرة والانطلاق
طبعا الصراخ مسألة أساسية.. ولكن لا تصرخي فقط بل استنجدي وركزي خطابك على معنى واحد “أنقذوني يا ناس” فاذا تأخر الناس في نجدتك كانت صرختك “انقذوني يا ناس.. حسبي الله ونعم الوكيل” وكرريها دون كلل.
الآن لنر حالة مختلفة.. عدد قليل من المعتدين او معتدي واحد.. اذا رأيت أن الاستغاثة لا تفلح والهرب صعب وتحتمت المواجهة فاعرفي الاتي:
1. اذا قررت المواجهة فهناك قاعدة ذهبية لابد من احترامها.. اضربي بكل قوة لأن الرجل الذي تضربه امرأة يفقد عقله في الانتقام فاذا لم تكن ضربتك قاضية سيقضي عليك.. فكري ان القانون في صفك.. فاستغلي الفرصة للنهاية.. طبعا هذا لا يشمل المعاكسة العادية بالكلمات مهما كانت الكلمات قذرة.. نحن نتحدث عن اعتداء بالأيدي.. تحرش صريح.. محاولة اغتصاب.. الخ.
اذا كنت مسلحة برشاش العيون أو مسدس كهربي او اي شيء آخر فلابد من مراعاة نوع السلاح الذي معك.. والسلاح الذي لم تجربيه وتتدربي عليه سلفا لا تستعمليه في المعركة لأنه قد يتحول وبالا عليك.. فالسبراي مثلا ممكن أن يتحول ضدك لو رششته عكس التيار، والمسدس الكهربي قد يكهربك اذا كنت متلامسة مع الخصم..
وهكذا لا سلاح بدون تدريب مسبق الا سلاح واحد فقط هو العصا او ما شابهها خشب او حديد.. المشكلة انك في ظروف كهذه تلتقطينها صدفة وفي هذا تعرض للحظ، عموما اليقظة مطلوبة فالعصا ممكن يكون بها مسامير والحديدة ممكن تكون مزيتة فتفلت منك او يتلقفها الخصم..
2- اذا اضطررت لاستخدام يديك فقط فخذي القرار بسرعة.. أنت أمام قرار من اثنين.. تريدين اصابته فقط أو تريدين القضاء عليه.. على حسب الموقف طبعا.. المهم أنه ليس قرارا عاطفيا بل هو قرار واقعي.. بمعنى انك ستصيبينه او ستقضين عليه طبقا لنوع الخطر القادم منه لا طبقا لحساسيتك ضد العنف او غير ذلك من ترهات.. انت في معركة.. فخوضيها كما ينبغي او لا تخوضيها مطلقا.
3- اذا أردت اصابته فدعك من عشرات نقاط الضعف المرسومة في كتب الدفاع عن النفس.. لديك 3 نقاط لتركزي عليها..
-الأنف والذقن -فم المعدة والقلب -قصبة الرجل ضربة الأنف أو الذقن: لكمة مستقيمة للأنف/ لكمة نصف دائرية للذقن
يجب التعود على وضع القبضة.. أغلب البنات لا تغلق يدها كقبضة بشكل صحيح.. على الاصابع الاربعة المتجاورة أن تنغرس للداخل ويأتي الاصبع الخامس ليحزمهم من الخارج لا من الداخل.. هذه نقطة مهمة جدا والا كسر اصبعك.
اللكمة تخرج لا من الذراع ولكن من الجسم كله..
هل رأيت رامي القرص وكيف يلف لكي يلقي بالقرص؟ هذا هو اللكم السليم.. استفيدي من قوة الجسم كله ووجهي اللكمة مستقيمة للأنف.. فورا سوف ينزف.. فورا تلكميه في نفس النقطة عدة لكمات.. اكرر في نفس النقطة.. هذا ما سيجعله يفقد وعيه قليلا. اما اللكمة في الذقن فالمقصود بها افقاده توازنه ووعيه فورا وربما ينكسر فكه ايضا، هنا الضربة ليست مستقيمة تماما .. في ضربة الانف كنت تريدين كبس انفه للداخل، لا تريدين نفس الشيء للذقن بل تريدين ضربها في حرفها الجانبي كي يسقط الخصم او يتلقى صدمة قوية عصبيا.. وطبعا كرري الضرب في نفس النقطة. ضربة فم المعدة أو القلب: بالكوع أو باللكمة المستقيمة.. وهنا عليك بالاستمرار في توجيه الضربة مع امكانية توجيه ضرب خاطفة للأنف او الذقن.. خاصة وان ضربة فم المعدة او القلب تجعله ينحني قليلا فتتمكنين من وجهه.. انسي الخرابيش وشد الشعر والصويت وكل ما يذكره بأنك امرأة.. عيناك مفتوحة على اهدافك وتشملان عينيه حتى تقرأي افكاره بسرعة.
هنا حرب نفسية تجري.. هو في دهشة مما تفعلين فانظري بثبات كي تزيدي دهشته فهذا سيترجم لفرصة افضل لك لتوجيه ضربات سريعة بينما هو مندهش. القصبة.. وهي ركلة ببوز جزمتك في قصبة رجله، اذا اصبته فسوف يترنح فورا وهنا أفضل معالجته بركلة اخرى في نفس الموضع فاذا مال للأمام فسيكون وجهه متاحا لك. فاذا كان يهاجمك من الخلف فسوف تضربين مشط رجله بكعب جزمتك وكرريها بجنون فمن الممكن كسر اصابعه فورا