مصر العربية
لم تستطع عادات وتقاليد الصعيد من منع فتاة لم تختم العقد الثاني من عمرها، عن البحث عن لقمة العيش، ومساعدة أسرتها، فانطلقت لتقتحم عالم الرجال وتجعل من أعمالهم الشاقة مصدرًا للرزق.
تقول لقاء مصطفى الخولي، إن علاقتها بدأت منذ الصغر مع مهنة “فني السيارات” أو الميكانيكي، حيث إن والدها يعمل بتلك المهنة منذ زمن بعيد ومنذ نعومة أظافرها، حرصت على مرافقته ومتابعته أثناء إصلاح السيارات، حتى تمكنت من معرفة المبادئ الأساسية لمهنة الميكانيكية، وبمرور الوقت تعلمت إصلاح أعطال السيارات.
وتضيف “الأسطى لقاء” حديثها: “قيام والدي بكل مهام ورشة صيانة السيارات الخاصة به إصابة بالتعب والإرهاق، والذي زاد الطين بلة هو عدم وجود ابن ذكر له، فكان لابد من وجود حل للهروب من تلك المشكلة التي تهدد أسرتي بالفقر، فما كان مني إلا أنني طلبت من والدي النزول معه إلى الورشة ومساعدته في إصلاح السيارات، وبمرور الوقت اعتمد علي والدي بشكل كبير في إدارة الورشة حتى أصبحت أقوم بمفردي بصيانة السيارات وذاع صيتي بين أصحاب السيارات، وذلك لحرصي على إتقان عملي وعدم مزاولة الغش على الزبائن”.
وتابعت: “رغم كوني الأخت الصغرى بين إخوتي، وبعد حصولي على دبلوم فني تجاري، حرصت على أن تستكمل شقيقاتي تعليمهن حيث حصلت أختي الكبرى على ليسانس آداب والأخرى طالبة بكلية التجارة، والتعليم هو الذي شجعني على خوض معترك الحياة، فلولا التعليم لأصبحت أجهل كيفية التعامل مع الزبائن وتحديد أجرة عملي”.
وعن الزواج تقول: “أبي علمني ألا أخشى العمل والتعامل مع السائقين وغيرهم، وكيف أشق طريقي للحياة، كما علمني أيضًا أن أحترم مهنتي التي لولاها لأصبحت ممن لا يجدون قوت يومهم، ولذلك فأنا في حاجة إلى رجل يحترم المرأة ويحترم عملي وأن يقف بجواري ويساندني، وسأستمر بالعمل بتلك المهنة حتى بعد زواجي نظرا لما تدره من ربح كبير”.