د باسمة موسى
ولدت لابوين بهائيوا الديانة ولان من مبادىء هذه الديانة المساواة التامة بين النساء والرجال , بل ايضا لافضلية تعليم البنت عن الولد لانها المربية الاولى للبشرية وان تعليم البنات هو استثمار للمستقبل. لذا فقد حررنى والداى من صغرى وصرت منذ نعومة اظفارى من حيث انتهت ليلى فى الفيلم الذى جسدته على الشاشة الفنانة القديرة فاتن حمامة حرة طليقة ولكن بحدود الا اجرح احد وان اقوم على خدمة الجميع .
وبالتالى لم اجد معاناة من اى نوع فى داخل المنزل الصغير الذى نعيش فيه فكان والداى لا يفرقوا بيننا اولادا وبناتا . وعلمونا :” ان الله لا يفرق بين الرجل والمرأة بل ان اقربهما اليه من كان قلبه اشد استنارة ومن كان ايمانه به اعظم” وعلمونا ايضا ان الحياة مثل طائر جميل له جناحان جناح المراة وجناح الرجل فاذا كان جناح الرجل اقوى وظل جناح المراة عاجزا وضعيفا فلن يستطيع الطائر الطيران.ولو ظلت المرأة بلا حقوق يقهرها الرجل بسطوته وقوته البدنية ولطالما بقيت النساء محرومات من الحصول على افضل الفرص, سيبقى الرجال محرومين من الحصول على العظمة التى كان من الممكن ان تكون من نصيبهم.
ويقتضى هذا العصر ارتقاء النساء فيقمن بوظائفهن كلها فى مدارج الحياة , ويكونن مثل الرجال, ويجب ان يصلن الى درجة الرجال ويتساوين فى الحقوق معهم حتى تستقيم الحياة.
كان والدى يعطى والدتى اجازة اسبوعية كل يوم جمعة من كل اعباء المنزل وكان يقوم هو بهذه الاعباء بدلا عنها ليرسخ فى عقولنا مساواة الجنسين وحقوق المراة . كان ايضا ينظم جلسة مشورة اسبوعية منذ ان كنا اطفال يشاركنا وامى احوال المنزل وياخذ أرآنا جميعا في حل بعض المشكلات التى تعترضنا فى الحياة من فترة لاخرى بما فيها مصرفات المنزل وكيف نديره وكيف نتعاون سويا داخله وخارجه بل وكيف نتعاون ايضا مع جيراننا واهل الشارع الذى نسكن به وبهذا اطلقت ملكاتنا الفكرية منذ الصغر واصبحنا جميعا فاعلين فى المجتمع الذى نعيش فيه.
لقد نادى حضرة بهاء الله بتساوى حقوق المرأة بالرجل واغدق عليهن كل اللطف والعناية, وان النساء يجب ان يتمتعن بنفس حقوق الرجال, واعطى النساء كافة الحقوق التى حرمن منها فى السابق , وفى الايات البهائية مايعزز هذا : ” يقتضى هذا العصر ارتقاء النساء فيقمن بوظائفهن كلها فى مدارج الحياة ويكونن مثل الرجال ويجب ان يصلن الى درجة الرجال فى الحقوق معهم ” . وايضا ” ستحقق السعادة للجنس البشرى عندما يقوم الرجال والنساء بتنسيق جهودهم والتقدم معا بالتساوى , فكل منهما مكمل ومساعد للاخر” .
ان التربية من الصغر على غرس مساواة الجنسين داخل المنزل, ومن خلال تنقية المواد الدراسية من صور التمييز ضد المرأة فى مراحل التعليم الاولى وان تحتوى على مواد تعزز قيم التنوع والاحترام بين الرجل والمراة هما اهم عنصرين لنشر ثقافة المساواة . وعليكن يابنات جنسى ان تجتهدن آناء الليل والنهار حتى تحصلن على المساواة ولا تفرطوا فى الموهبة الانسانية التى حباها الله تعالى اليكن من حقوق غلفها الزمن طى النسيان , وعليكن يقع عبء فك هذا الغلاف الى العالم الرحب الواسع. وعلى الرجال ان ينالوا العظمة التى سوف تكون من نصيبهم من لدى الله عندما يشاركوا بجدية فى تمكين المراة للحصول على ما حباها الله به من المساواة معهم