منى عزت
النقابية عائشة أبو صماده عاملة بشركة الحناوي للدخان و المعسل بدمنهور هي نموذج للقيادة الطبيعية التي استطاعت أن تنال ثقة زملائها و زميلاتها في العمل من خلال مواقفها الجادة للدفاع عن حقوق العمال و العاملات في شركة الحناوي
البداية كانت عام 2003 عندما توقفت إدارة المصنع عن دفع العلاوات الاجتماعية للعمال والعاملات، قاموا باللجوء للقضاء في 2004 وللأسف لم تتضامن النقابة العامة مع موقف عمال و عاملات الحناوي ، و حصل العمال و العاملات على حكم قضائي لصالحهم عام 2006 و ردا علي هذا الحكم اعلنت إدارة المصنع عن استعدادها للتفاوض مع العمال، ودخلوا في دائرة التفاوض مجددا حتى 2007، وفي هذه الأثناء استطاعت عائشة أبو صماده، العاملة في المصنع، الفوز في انتخابات اللجنة النقابية ومورست ضدها ضغوط شديدة لموقفها المساند للعمال والعاملات، وانتهي بقرار تجميد عضويتها في اللجنة النقابية وفصلها من العمل، ورغم هذه الضغوط والتهديدات التي تعرضت لها عائشة و إبعادها عن موقع العمل لكنها لم تبتعد عن زملائها و زميلاتها و ظلت أكثر التحاما بقضاياهم فبينما غاب أي دور مساند من اتحاد العمال ووزارة القوي العاملة كان دور عائشة بارز للدفاع عن حقوق العمال و العاملات ، و في سبتمبر2008 –كان في شهر رمضان – قام طلعت الحناوي، صاحب مصنع الحناوي للدخان، بفصل 33 عاملة فصلا تعسفيا لمطالبتهن بحقوقهن في العلاوات المتأخرة منذ عام 2003، وتسديد تأميناتهن الاجتماعية، و لم تنجح جميع المساعي لإعادة هؤلاء العاملات للمصنع وتم تحويل قضيتهن للمحكمة ، و قامت النقابية عائشة أبو صمادة بدور قيادي في حملة التضامن مع زملائها و زميلاتها بداية من الاتصال بمنظمات حقوقية و منها مؤسسة المرأة الجديدة ومركز هشام مبارك و اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية التي كانت على صلة بقضية الحناوي منذ صدور قرار فصل عائشة أبو صماده
قامت هذه المنظمات بتنظيم زيارة للتضامن مع العاملات و- مثلت كاتبة هذه السطور المرأة الجديدة في هذه الزيارة – و في طريقي لمقابلة هؤلاء العاملات كنت اعتقد أنهن في حالة إحباط و ربما يشعرن بالندم لأنهن اعتصامن للمطالبة بحقوقهن و ترتب على ذلك فصلهن وهن نساء معيلات و تعتمد أسرهن على دخلهن بشكل أساسي ، و لكن أدهشتني صلابة وتماسك موقفهن ،و أن ما تعرضن له من تهديدات وعنف وصل إلى درجة التحرش و الاعتداء بالضرب على أثنين منهن وكانتا حوامل وصولا بفصلهن كل ذلك لم يكسرهن و لم يضعفهن وكان لسان حالهن يقول ” الضربة اللي ماتموتش تقوى ” و بالفعل أدرن معركتهن بصلابة و استطاعت عائشة أبو صمادة عرض قضية عاملات الحناوي وأيضا المحافظة على تماسك العاملات و توحيد الصف بينهن فضلا عن الاتصالات المستمرة و اللقاءات التي أجرتها عائشة و معها ال33 عاملة لاتحاد العمال بالإضافة إلى اللجوء للقضاء و حول ذلك تقول عائشة ” لا يضيع حق وراءه مطالب و ما يبذله العمال و العاملات من تعب و جد هو السبب في العائد المادي الذي يحصل عليه صاحب المصنع من بيع الإنتاج اللي بيحققه العمال و العاملات في ظروف عمل صعبه و بيئة غير صحية و كمان مش عاوز يعطينا حقوقنا و المفروض السكوت و منطالبش بحقنا ” و أضافت عائشة ” أيوه أنا متضامنة مع زميلاتي و هفضل معاهم لحد ما يخدوا كل حقوقهم لأنهم وثقوا في و هما اللي أعطوني أصواتهم مش مهم أكون في اللجنة النقابية أو لا المهم مخونش زميلاتي و أخيب أملهم فيه أو اعمل ذي ما كان أعضاء اللجنة النقابية بيقولوا لي خليكي فحالك “
استطعت عاملات الحناوي تحقيق انتصار و تم إلغاء قرار فصل العاملات و أصدرت الإدارة قرار بعودة ال33 عاملة و ذلك قبل أيام من النطق بالحكم في الدعوى القضائية التي رفعتها العاملات و التي كان محدد لها يوم 13 ديسمبر 2008 و كان اللافت للنظر أنه خلال هذه الفترة السابقة لم تتحدث عائشة عن قضيتها و لم تنتهز فرصة لقائها بصاحب العمل لتطلب منه العودة للعمل بل أطمئنت على عودة زميلاتها و أيضا ضمان حقوقهن في التأمينات و استكملت بعد ذلك الطريق إلى أن عادت للعمل و حصلت على حكم قضائي بعودتها للجنة النقابية هذه نقابية حقيقية أعطت درسا عمليا لكل نقابي تخلى عن زملائه و أصبح ولائه ليس للطبقة التي ينتمي إليها و أكدت على على القيادة و الدفاع عن حقوقهن.