أنا لم أولد امرأة…ولكن المجتمع جعلني كذلك
كتبت: سامية اليماني
نحتفل هذا العام بمرور مائه عام علي ميلاد مؤسسة الفكر النسوى سيمون دي بوفوار والتي كانت أهم مؤلفاتها الجنس الاخر بمثابة أول الغيث حيث تعاقبت بعده عدد من الأدبيات سواء الروائية أو البحثية و المهتمة بتحرير المرأة.
ويعد الجنس الآخر واحد من أهم الأدبيات التأسيسية للفكر النسوي الفرنسي حيث يؤكد علي أهمية تحرير النساء من أعراف العبودية والتمييز، منه خلال الاجابة علي تساؤلين مركزيين: “كيف وصل الحال بالمرأة إلى ماهو عليه اليوم (أي أن تكون “الاخر”؟) وماهي الأسباب لعدم تكتل النساء سوية ومواجهة الواقع الذكوري الذي فرض عليهن؟ حيث ينقسم الكتاب الي عدد من الفصول تناولت فيها بوفوار التركيبة البيولوجية للنساء ودورها في ترسيخ مكانتها كآخر، كما تناولت أيضاً نظرة علماء النفس لمكانه المرأة وسيطرة الفكر والمصلحة الذكورية علي معظم هذه التفسيرات بالاضافة الي انها انتقدت التحليل المطريالي التاريخي لوضع المرأة ،وركزت بوفوار أيضاً علي تحليل واقع المرأة مرورا بالحضارة اليونانية والرومانية والعصور الوسطى، ثم بالثورة الفرنسية ووصولا إلى النصف الأول من القرن العشرين، مستندة الي ما تم ترسيخة من علاقات القوى بين الرجل والمرأة، كما تناولت بوفوار الاساطير المتداولة التي ترمي الي اختزال المرأة وتحويل الاسطورة الي واقع يعطي الشرعية لكل الأفضليات والإمتيازات التي حصل عليها الرجل. ويزيل أى لشعور بالذنب عن الرجل حيث أنها تبرر مصير المرأة بإرادة الطبيعة، وهكذا يتم استلاب حقوق المرأة والتعامل معها كجارية أو حتى حيوان نقل.ويتسق مؤلفها الجنس الأخر مع مطالب سيمون والتي آثرت النداء بها طوال مسيرتها نحو تحرير النساء وإطلاق حقوقهن بما يتناسب وحملة التحديث وتحرير الأمم بعد الحرب العالمية الثانية.
في هذا الإطار رصدت بعض الدوريات الثقافية المصرية حدث المئوية وخصصت قدرا من تغطية الإعلامية ومنها مجلة أخبار الأدب والتي خصصت عددها الأخير من يناير للاحتفال بالمئوية حيث تضمن عرض جزء من مذكراتها،إضافة لعرض لبعض مقتطفات من مؤلفها ” الجنس الآخر” و أشارت أخبار الأدب بتخصيص أحد أعداد مارس 2008 بنشر مذكراتها كاملة في إطار احتفال المجلة بيوم المرآة العالمي، إضافة لهذا نشرت جريدة القاهرة تغطيات متفرقة عن بعض الفاعليات الثقافية احتفالا بالمئوية.
ارتبطت سيمون دي بوفوار بسارتر في علاقة دامت طوال سنوات عمرهما تبادل فيها الاثنان التأثير الفكري والدعم الثقافي والدور الريادي بين ابناء جيلهما. لم تتزوج سيمون دي بوفوار من سارتر الذي عايشته على امتداد مسيرتهما الطويلة, لكن ارتباطها به وارتباطه بها كان اقوى واكثر حميمية من اي زواج. حتى ان علاقتهما صمدت بوجه العواصف التي تكفي لتهديم اي بيت زوجي، كما صمدت علاقتهما لتأثيرات فترة تعلق سيمون دي بوفوار بالروائي الامريكي نيلسون الغرين. لكن الاثنين كانا يعودان لبعضهما بعد كل مغامرة ليجمعهما في النهاية قبر واحد دفنت فيه دي بوفوار مع سارتر عند وفاتها عام .1986