كتبت: رؤى غريب
قامت مؤسسة المرأة الجديدة بالتعاون مع عدد من الشباب والشابات في اللجان الشعبية في الأحياء، وحركة ” ثوار الجامعة الألمانية”، و”خريطة التحرش الجنسي”، بتشكيل فريق عمل لمتابعة عملية الاستفتاء في عدد من المناطق في محافظتي القاهرة والجيزة مع التركيز على مشاركة النساء في الاستفتاء، و تم ذلك في عدد من اللجان بمدينة نصر، و الزيتون، إمبابة، التجمع الخامس والثالث، الهرم، ميت عقبة، عابدين، دار السلام و حدائق القبة، الدقي
بدأ فريق العمل مهامه منذ عدة أيام قبل أجراء الاستفتاء من خلال التوعية بأهمية المشاركة في الاستفتاء، وتهيئة المناخ بما يسمح بمشاركة الرجال والنساء، من خلال أجراء لقاءات حوارية، و تنظيم ندوات في مناطق سكنية مختلفة، و في يوم الاستفتاء، شارك مجموعة من الشباب والشبات أمام اللجان في عمليات التوعية بالإجراءات السليمة للاستفتاء، وفي العمليات التنظيمية، فضلا عن عملية المراقبة و جاءت ملاحظات ومشاهدات فريق العمل على النحو التالي:
· حضور مكثف بشكل عام للرجال والنساء للمشاركة في الاستفتاء، منذ الساعات الأولى شاركت النساء بكثافة عالية ، من مختلف الأعمار، و من اللافت مشاركة نساء تتجاوز أعمارهن الستين، وخصصت في أغلب اللجان طابور للرجال و أخر للنساء، و تم السماح للكبار في السن من الجنسين من الدخول للجان الانتخاب دون انتظار الطابور.
· تنوعت الانتماءات الطبقية و الاجتماعية للنساء، و كان هناك العاملات و ربات البيوت ،والبائعات المتجولات، و قامت عدد من النساء بتوزيع مياه على المشاركين والمشاركات في الاستفتاء
· حضرت أغلب النساء مع أسرهن، أو الجيران، و هناك نساء اصطحبن أطفالهن الصغار في السن
· داخل الأسرة الواحدة كان هناك تنوع في المواقف بين مؤيد ورافض للتعديلات، سواء بين الزوج والزوجة، أو الأمهات و الأباء والأبناء.
· شهدت لجان أخرى طوابير مشتركة تجمع النساء والرجال دون فصل وتميزت بالتعاون والتآلف دون رصد لحالة واحدة من التحرشات أو المضايقات للنساء
· شهدت بعض اللجان مشادات منها تعمد البعض الهتاف ب” نعم للتعديلات”، و هناك مشادة وصلت لدرجة الاعتداء بالضرب بين رجل و امرأة في أحدى المدارس بمنطقة المدينة العمالية في إمبابة، و في أحد اللجان في الدقي قامت سيدة بتعنيف شابة لمجرد أنها قالت بأنها سوف تصوت ب” لا” وقالت لها ” أنت مسلمة أزاي و هتقولي لا”
· شوهد في حي المطرية تواجد لعدد من النساء يرتدين الخمار يقفن عند مداخل الشوارع المؤدية للجان و يدعو الناس للتصويت بـ” نعم” من أجل طاعة الله، و نصره الدين، واستقرار البلاد.
· لوحظ تأثر السيدات وكبار السن بشكل عام ممن يترددوا على المساجد بالخطاب الديني المناصر للموافقة على التعديلات تحت دعوى نصرة الإسلام وحفاظا على المادة الثانية من الدستور، و قالت إحدى النساء” كنت فرحانة لأول مرة أشارك، وكمان ما ينفعش دم الشهداء يروح هضر … أنا ابني أتصاب في المظاهرات بتسع رصاصات مطاطي .. لازم نقول لأولادنا أحنا معاكم”
· طالب عدد من من المشاركين والمشاركات في الاستفتاء بأهمية تدريبهم على كيفية الرد والتواصل الفعّال والبنّاء مع أصحاب الرأي الآخر دون أن يؤدى ذلك إلى اشتباكات .
· عبّرن كثير من السيدات عن مدى اهتمامهن بفهم التعديلات الدستورية خلال الفترة السابقة حيث قالت إحدى المشاركات بمنطقة الهرم : “أنا نزلت الدستور من على النت واعدت أذاكره طول الأيام اللي فاتت عشان أقدر اعرف الرأي الصح
· رُصد تعاون من الرجال لزوجاتهن، وتشجيع لهن للمشاركة في الاستفتاء حيث قام الرجال برعاية الأطفال حتى تنتهي النساء من التصويت،
· لم يتم رصد أي حالات من التحرش بالنساء، علق أحد الشباب قائلا” التحرش والعنف اللي كان يحصل في السابق كان بسبب استبداد و بلطجية النظام السابق
· التقي فريق العمل مع عدد من النساء في دوائر مختلفة لديهن الرغبة في المشاركة، لكن ليس لديهن معلومات كافية تساعدهن على تحديد موقفهن
· استقبل الكثير من الشباب و الرجال مشاركة النساء في الاستفتاء، وقال أحد الشباب ” الأمهات اللي معهن أطفال رفضن استثنائهن من الطابور والتزمن بالطابور في مشهد حضاري… و أثبتت النساء أنها لديها وعى و إحساس بالمسئولية.. مينفعش نقول أن الرجال يحبوا الوطن أكتر من النساء “
· تم القبض على المحامية راجية عمران اثناء مشاركتها فى رصد حالة احدى اللجان بمنطقة جنوب القاهرة من قبل قوات الجيش وإحتجازها بمديرية امن القاهرة، و الاحتجاز المؤقت للناشطة فيروز كراوية والناشط سيف نصراوى فى احدى لجان الاستفتاء بالمقطم عند محاولتهم تأييد البرادعى فى حقه فى دخول اللجنة للمشاركة فى الاستفتاء بعد قيام عناصر معادية له بمنعه بشكل عنيف من المشاركة، وأفرج عنها عند منتصف الليل
ورغم كل ما تم رصده من مظاهر إيجابية بشأن مشاركة النساء فى الإستفتاء ،فإننا نعرب عن بالغ قلقنا ورفضنا التام لكل أشكال الانتهاكات التى تم رصدها من قبل وسائل الاعلام المختلفة ومجموعات الرصد الأخرى التى تناولت عملية الاستفتاء بشكل عام ، ومن بينها بعض التسجيلات التى تم نشرها لعمليات التزوير لبطاقات الاستفتاء ، إلى جانب التقصير فى الجانب الادارى والتنظيمى لعملية الاستفتاء من حيث التأخير فى فتح كامل اللجان وتوفير العدد اللازم من البطاقات وزجاجات الحبر الفسفورى بالإضافة إلى ما قام به عدد من العناصر المحسوبة على التيار السلفى وجماعة الإخوان المسلمين من منع واعتراض مشاركة الأقباط فى الاستفتاء