بقلم صابرين العربي – بورصة القنال
” هي كانت عايزة كده ” ” اكيد كانت موافقه هو في حد بياخد حاجه من بنت غصب عنها “
جمل سمعناها كثيرا ، تقال علي الفتاة الصامته في حالة اغتصاب او تحرش او اى فعل ينتهك حرمة البنت وكرامتها ، صمت الفتاة يفسر علي انه رضا عما حدث لها من باب ( السكوت علامة الرضا ) ويتناسون المجتمع الذي نعيش فيه والذى يجبر الفتاة المنتهكة على السكوت وعدم الابلاغ عما حدث لها بحجة الشرف والخوف علي السمعه علي الرغم من انهم يتحدثون سواء أبلغت الفتاة ام لم تبلغ اى انهم ينتهكونها اكثر واكثر وهي المجنى عليها .
وهنا يطرح سؤالا من المذنب اكثر هنا ، هل هى الفتاة التى انتهكت كرامتها وصمتت وتنازلت عن حقها ؟ ، ام المجتمع الذي صمت عما حدث للفتاة وايضا اجبرها علي السكوت ؟ ، ام الجانى الذي ذبح الفتاة مرتين الاولي عندما اعتدى عليها والثانيه عندما وقف يضحك عليها بلا عقاب مع مجتمع ناقص الرجولة ، مجتمع يخاف علي سمعة الفتاة اكثر مما يخاف علي كرامتها ، يحافظ عليها عن طريق الكبت والتحكم في كل امور حياتها ، مجتمع يغض البصر عما يحدث في الشوارع وما نسمعه في الاخبار ، يدفن رأسة في الرمال ويقول اننا مجتمع محافظ لا يشوبه شأبه وما يحدث الان ما هو الا مجرد زوبعه ستأخذ وقتها وترحل كما جاءت ، يقولون ان ما يحدث جديد علي مجتمعنا وان سببه هو الانفلات الامنى فمصر هي بلد الامن والامان البلد المتدين الذي يحكمة الدين , رجاله شرفاء ونسائه عفيفات .
اذا ما نسمعه في الاخبار ونشاهده بأعيننا في الشوارع كذب ، حالات التحرش المتزايدة يوما بعد يوم ، حالات الاغتصاب البشعه التى نسمع بها يوميا ، ثلاث اطفال يغتصبون ويقتلون واحد وراء الاخر ولا يوجد عقاب رادع بحجة قانون الطفل ” اصل المغتصب كان قاصر شوفت الخيبة ” ، الاب الذي يغتصب ابنته ، الام التى تترك ابنتها لعشيقها ، زوج الام المعتدي علي بناتها ، واكثر من هذا بكثير هو الذي يحدث وراء الابواب المغلقة ولا نعلم عنه شيئا .
اقول لك سر يا مجتمعي العزيز ما يحدث الان في مصر ليس بجديد عليها بل هو يتزايد عما كان عليه فيما مضى ، والانفلات الامنى ليس سببا فيما نحن فيه بل هو احد العوامل التى ساعدت علي انتشاره فقط ، اما رجالك الشرفاء فلا وجود لهم ” الرجالة ماتت في الحرب ياعزيزى ” ولكى اكون محقة لابد وان اقول انه يوجد رجال شرفاء في مجتمعنا ولكنهم قلائل جدا وفي تناقص مستمر فالاغلبية العظمى مما نري في الشوارع وعلي القهاوى وفي النوادى هم اشباه رجال يتحركون واعينهم متمركزة علي الفتيات المارات امامهم وعقلهم يتخيل ويرسم ما تخبئه الملابس ، اما نسائك العفيفات يامجتمعى العزيز فأنت كفيل بالقضاء عليهم ، انت كفيل بكبتهم وذبحهم واحده وراء الاخري ، والحجة جاهزة المحافظة علي السمعه والشرف .
هل تركك الفتاة تتعلم يخل بشرفها ؟ ، هل تركك الفتاة تعمل وتبدع يؤثر علي سمعتها ؟ ، هل تركك الفتاة لترتدى ما تريده وتفعل ما تشاء يؤثر علي نخوتك ؟ .
يا مجتمعى العزيز تركك الفتاة لتتعلم وتبدع يؤثر علي تقدمك ولا يؤثر علي شرفك ، تركك الفتاة تعمل يؤثر علي تحضرك ورفعة شأنك ولا علاقة له بنخوتك .
يا مجتمعى العزيز تربيتك للفتاة وتثقيفها واثراء عقلها بمعلومات وقراءاتها كتب كثيرة متنوعه هو ما يحافظ عليها فالكبت والتحكم لا أثر له الا كره الفتاة لمجتمعها وهروبها مما تعيشه من جحيم مستمر .
يا بنات مجتمعى المتأخر ثوروا علي ما انتم فيه من كبت وتحكم وتأخر مستمر ، تمردوا علي تقاليد بالية وعادات لا هم لها الا التحكم بكم ، سنستمر في القول ولن نتعب حتى يتحقق ندائنا يافتاة لا شئ سيؤدى الي رفعة شأنك وتقدمك الا تعليمك وعملك ، لا شئ يستحق الحرب من اجله الا مستقبلك وحياتك تعلمى واقرأى ، تحدى مجتمع يرفض ان يراكى الا وليمة محفوظة فى تفكيره ينعم بها وقتما يشاء .
يافتاة تمردى .. كونى ليكن الكون