كتب الصحفى الشاب وصاحب مبادرة خلى الونس يسرى محمد طاهر على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى
“موقف أكتوبر، والميكروباص لسه مفهوش ثلاث أشخاص. بنوتة ف العشرينات ساندة شنطتها ع الكرسي جنبها، ف عيونها نظرة ترقب تجاه الطالعين، وقلق، ورجاء. ولسان حالها: يا رب ميقوليش شيلي الشنطة ويقعد جنبي.، إيديها الاتنين ع الشنطة، وكل ما حد يقف ع الباب تبص له، وتبدي حركة بسيطة كإنها عايزة توحي إن الكرسي محجوز، بس مش أوي يعني، ممكن تضطرني أشيلها، بس لو ماصممتش يبقى كتر خيرك.
الكرسي الأخير اتملا، واتنين ع اللي قدامه، واتنين ع اللي ورا السواق مباشرة، والبنت بتبدي نفس رد الفعل مع كل واحد طالع. لحد ما ظهرت ع الباب بنوتة في سن مقارب، وعينيها بتتلفت ع الكراسي المتاحة يتفاضل بينها، اللي قاعدة شالت شنطتها بحماس، وحطتها على رجلها بملامح منفرجة، في دعوة صريحة: تعالي جنبي.
حسيت بالأسى. يا ترى إيه تجربتها الإنسانية اللي خلتها خايفة مذكر يقعد جنبها، وبتحاول تحمي نفسها بهذه الحيلة البسيطة؟ مين خلانا كلنا متهمين في نظرها؟ وهل من وسيلة لإثبات البراءة؟
محتاجين عقود عشان نغسل سمعتنا.”