تحتفل منظمة العمل الدولية في 28 أبريل من كل عام باليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية وذلك من أجل التشجيع على ضرورة التصدى للمخاطر والأمراض المهنية التى قد تحدث في بيئة العمل على مستوى العالم. يعد اليوم بمثابة حملة عالمية للتوعية بهذا الأمر من أجل حث المعنيين على تبني القضايا الهامةفي مجال السلامة والصحة المهنية وتسليط الضوء على معدلات الإصابة وحجم الأمراض والوفيات التى تحدث في بيئة العمل في جميع أنحاء العالم. وتعمل منظمة العمل الدولية على تعزيز دور الشركاء الإجتماعيين من منظمات العمال وأصحاب العمل كذلك إدارات العمل في كافة البلدان على الاحتفال بهذا اليوم والذي يأتي هذا العام تحت شعار السلامة والصحة المهنية وتأثيراتها على الشباب في بيئة العمل كذلك الحد من مخاطر عمل الاطفال.
ويهتم مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة أهتمامًا كبير بهذا اليوم حيث نظم على مدار الاعوام الماضية من خلال مشروع تعزيز حقوق العمال والقدرة التنافسية في الصناعات التصديرية بالتعاون مع الشركاء الإجتماعيين في مصر العديد من الفعالياتكان من أبرزهااسبوع السلامة والصحة المهنية الذي أختتمفعالياته العام الماضي بمدينة المنطقة العاشر من رمضان برعاية وزارة القوي العاملة واستفاد منه ما يزيد عن 100 عامل وعامله من قطاعات المنتجات الغذائية والمنسوجات والملابس الجاهزة.
استهدفتتلك الفعالياتتوعية أطراف العملية الإنتاجية من العمال، وممثلي أصحاب الاعمال داخل المناطق الصناعية بنظم السلامة والصحة المهنية مع استعراض تجارب الشركات المشاركة،كما تضمنت مناقشة بعض الجوانب القانونية المنظمة للسلامة والصحة المهنية فى مصر، وكذلك وواجبات وحقوق العمال وفقا للقانون رقم 12 لسنة 2003، الجدير بالذكر ان هذه الفعاليات قد جاءتفي اطار سلسلة من الانشطة التوعوية التى عقدت في محافظات المنوفية والاسكندرية والغربية والجيزة وشارك فيها أكثر من 450 عامل وصاحب عمل ومفتش سلامة وصحة مهنية.
ويعد مشروع “تعزيز حقوق العمال والقدرة التنافسية في الصناعات التصديرية”، من أهم المشروعات التى قام بتنفيذها مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة خلال السنوات الماضية والذي استهدف بشكل رئيسي تحسين توافق وإمتثال تشريعات العمل الوطنية مع معايير العمل الدولية، من أجل تعزيز القدرة التنافسية للصناعات التصديرية المصرية. وقد عملالمشروع بشكل رئيسي على تحقيق أفضل النتائج بالنسبة للعمال وأصحاب العمل في القطاعات التصديرية كثيفة العمالة في مصر، كما ركز على بناء قدرات الشركاء الاجتماعيين في العديد من القضايا من اهمها قضايا النوع الاجتماعي وتحقيق المساواة بين الجنسيين، حيث عمل المشروع في قطاعات النسيج والملابس الجاهزة والصناعات الغذائية بشكل خاص على رفع الوعي حول حقوق النساء فى العمل ، كذلكتعزيز مشاركتهن في المنظمات النقابية خاصة في مستويات اتخاذ القرار.
وتشكل تلك القطاعات تحدً كبير لما تفرضه طبيعة تلك الصناعة التى تحتوى على كثافة كبيرة للعمالة النسائية والتى تزيد معها الاشكاليات التى قد تصاحب عمل النساء وهو ما استهدفته برامج المشروع وتداخلاته المختلفة.
يتميز الاحتفال باليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية بكونه حملة تحمل شعار عالمي يعبر عن أهم الاشكاليات الواجب تصدرها لتجنب المخاطر والامراض المهنية والتى تشكل خطورة على آمن وسلامة البشر،وتولى منظمة العمل الدولية أهتماماً كبير بهذا الامر حيث تتبنى برامجهاالفنية دعم قدرات الشركاء الإجتماعيين من أجل تحفيز اتجاهاتهمنحو تلك القضايا من أجل تجنب انعكاساتها الضارة على عالم العمل، ويأتي أهتمام منظمة العمل الدولية هذا العام بالمخاطر المهنية من أجل تحسين سلامة وصحة العمال الشباب والقضاء على مشكلة عمالة الأطفال.
تشير الاحصاءات انه يبلغ عدد العاملين من الشباب 541 مليون عامل ما بين 15-24 سنة وان اكثر من 15% من القوى العاملة في العالم من الاطفال في مهن تشكل خطورة على حياتهم وتهدد صحتهم النفسية والبدنية لذا تسلط الحملة هذا العام الضوء على الأهمية القصوى للتصدي لتلك التحديات وتحسين السلامة والصحة للعمال من الشباب والتصدي لجميع أشكال عمل الأطفال.
تأتي الحملة في سياقأجندة الامم المتحدة للتنمية المستدامة والتى ركزت على تلك المحاور من أجل تهيئة بيئة عمل أمنة ومتواتية للعمال من الجنسين بحلول عام 2030 كذلك القضاء على جميع أشكال عمل الأطفال بحلول عام 2025.
محمد مصطفي
استشارى علاقات صناعية