إن تعامل المرأة العربية مع المجتمع الذكوري أصبح يشبه تعامل المواطن مع الأنظمة الاستبدادية الحاكمة فهناك من يقرر الأستسلام والأنقياد وقبول الوضع حفاظا على سلامته وأستقراره ،وهناك من يقرر الاحتجاج والاستنكار بكل ما يحمله ذلك من خطر على الحياة والمستقبل.
نفس الشيء ينطبق على المرأة وعلاقتها بالاستبداد الذكورى فهناك من لا ترضى بالرضوخ فتقرر الاحتجاج والاستنكار وفي الغالب تدفع الثمن غاليا فكلنا نعلم ماذا يُقال وكيف يُنظر إلى المرأة التي تقرر الخروج من سيطرة الرجل وهناك من تقرر الاستسلام والرضوخ خوفا على سمعتها وخوفا من خسارة الزوج والأهل والأصدقاء وهنا تتضح مسؤولية المرأة في استمرار تبعيتها كما تكمن مسؤولية ذاك المواطن في استمرار خضوعه وإذلاله.
وما يزيد من ازدياد المشكله هو أن بعض النساء يعتبرن أن الخضوع للرجل هو واقع وقدر محتوم يجب التعايش معه والتعود عليه
فكثيرا ما نسمع أمهات ينصحن بناتهن المتزوجات بالصبر وطاعة الزوج الذي يضربهن ويهينهن ويسيء معاملتهن خوفا من خسارته ويتم إقناعهن بمبررات لا صحه لها بأن الزوج الذي يضرب زوجته من شدة حبه لها وخوفه عليها!!.
وهو ما يتلاءم مع الفكرة المبرمجة في العقلية العربية عن كون الرجل أكثر نضجا من المرأة وعليه فإن قراراته تكون دائما صائبة وهي الفكرة التي مع الأسف صدقها العديد من النسوة.
فاصبحوا مجرد خادمات يقضين معظم أوقات حياتهن في المطبخ يأخذن بالهن من أكل وملبس الرجل الذي يعيش حياته في الخارج يحقق ذاته ونجاحه
فهل قُدر للمرأة أن تقضي كل حياتها في دائرة مغلقة منحصرة في الطبخ والغسيل؟ ألا يحق لها العمل والنجاح وتحقيق الذات؟
حقاً كنت أتمنى أن يتغير وضع المرأة بعد التغيرات التى طرأت على البلاد العربيه ولكن إذا دققنا النظر فى الدوافع التى أدت الى هذا التحرك الشعبى سنجد الأتى أن حقوق المرأة ومساواتها بالرجل كانت بعيدا عن المشهد وأن معظم القضايا كانت متعلقه بالحريات والقضاء على الأستبداد والعيش والعداله الأجتماعيه بين الطبقات
ولكن اعلموا جيدا أن الحقوق تُنتزع ولا تُمنح لا تنتظرن من أحد أن يتفضل ويعطيكن مطالبكن، إن وقت الحياة قصير فتحركوا و لا تضيعوه في الانتظار
إذا استوعبت المرأة العربية هذه الجملة جيدا فسوف تستطيع الانطلاق بخطوات واثقة في رحلة نضالها لإسقاط كل أشكال الاستبداد ضدها في المجتمعات الذكورية والحصول على مطالبها المتمثلة في المساواة في جميع الحقوق مع الرجل
بسمة مصطفى