تقدّم الشيخ أبوالعينين شعيشع، نقيب مقرئي القرآن الكريم، بطلب رسمي إلى الإذاعة المصرية يدعو فيها إلى اعتماد مقرئات في الإذاعة، مشيراً إلى أنه وافق على طلب انضمامهم إلى النقابة بعد اجتيازهن الاختبارات بنجاح، داعياً إلى “خروجهن للنور” وإيصال أصواتهن المميزة إلى العالم الإسلامي.
وأوضح أن قبول الأصوات النسائية في النقابة “لم يكن بالأمر السهل أو الاعتباطي”، وأضاف “لقد حصلن على كارنية نقابة مقرئي القرآن الكريم بعد جهد كبير بذلنه من خلال اختبارات عديدة، وقد اعتمدت نتائج هذه الاختبارات لجنة عليا من كبار علماء الدين، وقد شملت فروع الاختبار حفظ القرآن الكريم كاملاً وأوصول التجويد، وأحكام القرآن وتفسيره ومخارج الألفاظ والحروف”.
ودافع عن رأيه بالقول إن “لا مانع شرعياً من عمل المرأة كقارئة قرآن، ولقد كان هناك سيدات قارئات للقرآن الكريم في الإذاعة المصرية منذ حوالي 50 سنة، واللاتي يعتبرن من الرعيل الأول للقارئات سواء في مصر أو الوطن العربي ولكنهن توفين جميعاً”.
يُذكر أن أشهر المقرئات هي الشيخة كريمة العدلية التي ظهرت في عهد الشيخ علي محمود ووصل صوتها إلى العالم العربي من خلال ميكرفونات الإذاعة الأهلية، وظلت تقرأ القرآن بصوتها حتى الحرب العالمية الثانية.
ولم تكن الشيخة كريمة أول من قرأت القرآن والمدائح النبوية، فقد سبقتها “أم محمد” التي ظهرت في عصر محمد علي، وكانت تحيي ليالي رمضان في حرملك الوالي، كما كانت تقوم بإحياء المآتم في قصور قادة الجيش وكبار رجال الدولة.
والشيخة منيرة عبده التي قرأت القرآن أول مرة عام ٠٢٩١ وكانت في 18 من عمرها نحيفة وكفيفة أيضاً.
ولاقى ظهور صوتها ترحيباً كبيراً ولم يمض وقت طويل حتى باتت تُعد نداً للمشايخ الكبار وذاع صيتها خارج مصر، فقد عرض عليها أحد تجار تونس الأثرياء إحياء شهر رمضان في قصره بصفاقس بمبلغ 1000 جنيه، وهو ما يساوي ثروة كبيرة آنذاك، ولكن الفتاة الكفيفة لم تستطع السفر فلم يكن أمام التاجر الثري إلا الحضور إلى القاهرة وقضاء شهر رمضان في مصر للاستماع إليها.
للمزيد :