نار المقاول أحسن من بلاش
حكايات لا تنتهي من العنف ضد العاملات في قطاعات العمل الهشة، ضمن الشهادات الحية الواردة في التقرير الأول لمرصد 190 حول العنف ضد العاملات في القطاع غير المنظم
“أنا معايا دبلوم تجارة، وشغالة في المستشفى بانضف وكده، تبع مقاول ماعرفش غير إنهم بيقولوا عليه “العميد”. شغلي 12 ساعة كل يوم، وباخد 1600 جنيه، ولو ربنا رزقني بعمل شوية شغل إضافي أو لو اشتغلت في إجازة، ممكن أطلع 2000 جنيه. الحمد لله، رضا ونصيب.
المشكلة إن الشغل بيتأخر لحد الساعة 11 بالليل، وعقبال ما أوصل بيتي بتبقى الساعة 12 ونص أو واحدة بالليل. الناس اللي في الشارع، وجيراني، بيشوفوني وبيبدأوا يتغمزوا ويتكلموا عليا. يقولوا كانت فين لحد دلوقتي، والكلام اللي يجرح ده، وأنا طول النهار شقيانة وباستخسر أجيب لقمة أكل.
ولو عييت يوم أو اضطريت أريح، بيتخصملي من المرتب 3 أيام. لكن أنا بقول مش مشكلة، طالما اللي باكسبه بالحلال. المشكلة إنهم بيتكلموا عليا بالباطل، وكلامهم بيجرح، لكن معلش، مالناش غير الصبر.
أنا، زي كتير غيري اللي بيشتغلوا تبع شركات عمالة ومقاولين، مابناخدش بدل وجبة، ولا تأمين صحي، ولا معاش. ممكن في أي وقت يمشوني من الشغل، وملناش أي حقوق. حرفًيا، إحنا شغالين من غير أي ضمانات، بس بنصبر ونقول الحمد لله”.