حسن كمال
نعيش للاسف فى الكثير من البلدان العربية فى مجتمعات يحكمها العقلية الذكورية , ولعله من المستغرب أن يقص هذة الشهادة من ينتمى لفئة الذكور وهى الفئة السامية من وجهة نظر الكثير , والتى أعارضها بالطبع لإنها لاتستند على اى مبررات منطقية او علمية سوى النوع الاجتماعى فقط .
فكثير ما يقع فى حياتنا اليومية يؤكد صدق هذة النظرية التى باتت تهيمن على الكثير من العقول وتحكم السواد الأعظم من الثقافة العامة , فالرجل فى نظر الكثير يتفوق على المرآة فى العديد من المجالات وهو الأجدر على فعل مختلف الأعمال فى المجالات وبمهارة وذلك لإنه ينتمى لفئة الرجل ليس اكثر غافلين اى مهارة تتمتع بها المراة . فليس المعيار هو الكفاءة فى العمل ولكن النوع الاجتماعى الذى يكون المعيار الظلامى الوحيد .
مما لاشك فيه انه يكون فية بعض الأعمال الشاقة التى تحتاج لمجهود جبار , وكنت اقتنع منذ زمن بان هذا العمل هو من نصيب الرجال لاشك ولاغبار عليه . لكنى وجدت من النساء يتمتعون بمجهود جبار وعضلات قوية ويمارسون العاب قوى يكونوا قادرين على سحق اى رجل اقل منهم . فإذن المعيار الذكورى قد تم ضحضه .
فعلى الصعيد العملى أجد الكثير من الأعمال التى تسند للرجال وذلك لتمتعهم بميزة لاتقدر بوصف وهى ” الرجوله ” بغض النظر عن مدى الكفاءة أو الاتقان والاخلاص فى العمل الذى قد يكون فى النساء . ولاشك انه يوجد ايضا نساء كسالى ويوجد ايضا رجال كسالى . ولكن لايمكن بحال من الأحوال ان يكون المعيار الذى نحكم به هو النوع الإجتماعى غافلين عن اسس معايير المنطق والعقل , ومن ضمن الحجج التى تساق فى ذات الأمر هو انه يجب توفير العمل للرجال دون النساء حتى تحل مشكلة البطالة !!! وذلك على أساس ان النساء هم كل وظيفتهم الجلوس فى البيت وهدفها الجواز وتربية الاولاد واعداد الطعام والقيام بالاعمال المنزلية , بالرغم الان ان السيدات يساهمون بشكل كبير فى احتياجات الاسرة إذا كانت متجوزة . ويوجد من لم تزوج بعد وتعيش بمفردها وتصرف على نفسها ولذا فليس المعيار هو ان النساء يمكثون فى المنازل والرجال يسعون لطلب الرزق فهذا المفهوم قد تغير منذ زمن بعيد .
ونأتى على الصعيد العمل العام والسياسى فنجد الحاكم ” رجلا ” منذ الانقلاب العسكرى فى 1952 حتى الان فالحاكم لابد ان يكون رجلا بالرغم ان الدستور يسمح لها ان ترشح لنفسها لكن الموروت الثقافى الذكورى لايسمح لها بذلك , وايضا نجد الاحزاب السياسية كل روؤساءها رجال بلا شك , وعضوية البرلمان تكون من نصيب الرجال فيكون الحظ الأوفر لهم لاشك فيه ونجد قليلا من السيدات فى المجلس ولعل هذا الوضع يتغير بعد إقرار قانون الكوته الذى يسمح بتولى 64 مقعد للمراة فى مجلس الشعب .
أما على المستوى الرياضى فالكثير يهاجمون النساء لانهم يمارسون كرة القدم او العاب القوى وذلك لان هذة الرياضيات من وجه نظرهم هم حق للرجال فقط دون النساء , ويتم التهكم عليهم عندما يمارسوها , حتى على مستوى الدراسة فالكثير يوفرون كل القدر والمثابرة للولد دون البنت فى نطاق الأسرة على أساس انه سوف يحمل اسم الأسرة من بعدة , على اساس انها ” اسرة محمد على ” وهو من يحمل لواءها ويشيد بها ولكن البنت مصيرها منزل الزوجية , ويحلم الاب كل يوم انه ينجب ولد وعندما تاتى البنت يكون قد نزل عليه كالكارثة ويتم وأدها فى بعض المنطاق فى صعيد مصر للتخلص من الخزى والعار الذى لاحقة , ولا اعلم ماههو العار فى ذلك . بل انه يهاجم زوجته وفى حالات يطلقها لانها انجبت بنت وليس ولد , على أساس انها هى التى تتحكم فى اختيار نوع الجنين من خلال الريموت كنترول لديها.
الان يحكمنا الثقافة الذكورية ولا أعلم متى نفيق منها ونتحول لمجتمع يحكمه العقل وحدة