في تونس و القاهرة ، نهض الرجال و النساء من جميع الأعمار وجميع الفئات للمطالبة بالحرية والكرامة والعدالة والديمقراطية. أدت ثورات هذين الشعبين لسقوط نظامين ديكتاتوريين استمرا لعقود اعتبرا لايمكن المس بهما . أثبتت هاتين الثورتين إمكانية التغيير وولدت آمال هائلة لتحقيق التقدم الديمقراطي في المنطقة.
لعب النساء و الرجال و ما زالوا يلعبون دوراً رئيسياً في هذه العملية. حيث أن الديمقراطية لا يمكن الا أن تستند على المساواة. إنه من الأساسي أن تتمتع النساء بالمواطنة الكاملة في القانون و أمام القانون. تشكل حقوق النساء جزءاً أساسياً من حقوق الإنسان العالمية غير القابلة للتجزئة . في جميع المجتمعات لا يمكن تحقيق المساواة بين الرجال و النساء دون علمنة القانون و اعطاء الأولوية المطلقة لحقوق الانسان العالمية على جميع الاعتبارات الثقافية و الدينية.
نحن ندعو البلدان الأورومتوسطية الموقعة على إتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة لضمان المواطنة الكاملة للنساء في هذه المنطقة ، دون أي تمييز. يجب أن تشارك النساء ، بقدر مشاركة الرجال ، في التشكيلات الدستورية وفي الهيئات البرلمانية والقيادية ، وأن تضمن حقوقهن بشكل فعال . ولذلك فإننا ندعو الدول لتبني تدابير لضمان وتعزيز المساواة وحماية النساء من جميع أشكال العنف ضد السلامة الجسدية للنساء ونحن ندين جميع أشكال القمع للاحتجاجات التي أدت إلى الاعتقالات و الإنتهاكات والعنف وفاة الآلاف.
كما و ندعو الاتحاد الأوروبي و الحكومات الأوروبية التي دعمت وتواصل دعم الأنظمة الديكتاتورية والفاسدة في المنطقة لتنفيذ السياسات التي تحترم الديمقراطية والحقوق الأساسية في الاتفاقيات الثنائية والمتعددة الأطراف ، وتشجيع عملية التحول الديمقراطي لصالح المصالح المشتركة للمنطقة.
و ندعو جميع القوى الديمقراطية في الجنوب والشمال للتعبير عن تضامنهم مع الثورات المستمرة في تونس ومصر، ومع التحركات الشعبية التي يقوم بها الشباب في بلدان أخرى في المغرب والشرق الأوسط. ونحن نؤيد نضاله من أجل الكرامة والحرية والمساواة والعدالة والديمقراطية ، لضمان عدم الرجوع عن هذه التغيرات وتحقيق تطلعات شعوب المنطقة.
و ندعو الشباب القوة المحركة لهذه الثورات بشكل خاص لنبني معا المجتمعات الجديدة من خلال فرض الاحترام الكامل للقانون والمساواة .
كمال الجندوبي
الرئيس
الشبكة الأورو متوسطية لحقوق الإنسان