رويترز: لأن الحاجة هي أكبر حافز للإنسان لمجابهة الصعاب فإن المصاعب الاقتصادية التي تمر بها مصر والرغبة في توفير الاحتياجات الضرورية للأبناء دفعت مصريات كثيرات للاتجاه إلى مهن كانت، تقليديا، حكرا على الرجال.
من هؤلاء النساء امرأة تدعى أسماء فهمي انضمت للعمل مع زوجها بورشة النجارة الخاصة به في أعقاب زواجهما قبل ثلاث سنوات. وبكل تأكيد لم يكن القرار سهلا على أُسرتها التي أبدت معارضة مستميتة لعمل ابنتها في مهنة رجالية.
وعن ذلك قالت (الأُسطى) أسماء مجاهد “في الأول، أنا إخوتي كلهم صبيان، في الأول كانوا كلهم رافضين وجودي. ووالدتي كانت رافضة وجودي برضه (أيضا) بتقول لي أنتِ بتبهدلي (تجهدي) نفسك. يا بنتي ما تنزليش الشارع. انتي طول النهار في الشارع. وإخواتي: طيب أنتِ مبهدلة نفسك ليه؟ ما تقعدي في البيت وهو يأكلك ويشربك. الموضوع مش موضوع أكل وشرب والكلام ده. كل واحدة جواها حاجة عايزة تحققها. كل واحدة جواها ذات عايزة تثبت ذاتها.”
وأوضحت أسماء أن عملها مع زوجها كان له أثر إيجابي على زواجها وأن زوجها كان كريما فيما يتعلق بتعليمها كل المهارات الضرورية لممارسة مهنة النجارة.
ويسلط المجلس القومي للمرأة الضوء على مساعدة دخول النساء في سوق العمل ليصبحن مساهمات أكثر في الاقتصاد.
وقالت رئيسة المجلس مايا مرسي إن المجلس يهدف إلى أن تحقق النساء نجاحا في جميع مجالات العمل.
وأضاف “المرحلة 2017 بنركز على التمكين الاقتصادي. كون إن المرأة مرأة منتجة في قطاعات كثيرة. السيدات اللي بتشتغل في تدوير القمامة. السيدات اللي بتشتغل في النجارة. السيدات اللي بتشتغل في أعمال فنية ووصلوا لمراكز دولية. السيدات المكافحات اللي على الأرض اللي عملت مشاريع صغيرة متناهية الصغر. ازاي بتقدر تنجح وازاي بتقدر تسوق منتجها وازاي بتقدر تدخل يعني تدخل في مجال التمكين الاقتصادي بحرفية.”
ونظرا لأن يوم الثامن من مارس آذار يصادف اليوم العالمي للمرأة فإن السعي لتحقيق التمكين الاقتصادي للنساء في مصر يأتي في وقت مناسب تماما.
وتدير الشابة مها مصطفى شاحنة لبيع شطائر البرجر للمارة في وسط القاهرة. ويلفت عملها في ذلك المطعم المتنقل الأنظار على أساس أن هذا عادة ما يكون عمل يمارسة الرجال.
لكن مها قالت لتلفزيون رويترز “أنا شايفة دلوقتي إن الست بتعمل كل حاجة في المجالات كلها. وزيرة ونجارة وجزارة (قصابة) وغفيرة وفاتحة بيت وبتشتغل وعيال ما شاء الله. بتربي عيال. فحسيت إن يعني البنت تقدر تعمل أي حاجة.”
وفيما يتعلق بمصدر لحم البقر الذي يستخدم في صنع البرجر حيث أن محلات بيع اللحوم عادة ما يكون فيها قصابون من الرجال يقطعون ويتعاملون مع اللحم.. لكن السيدة رويدا حسني خالفت ذلك لتصبح واحدة من قصابات قليلات يمارسن هذه المهنة حاليا في مصر.
وتعمل رويدا قصابة منذ 45 عاما مضت.
وقالت “والله بصي هي الشغلانة دي نفعتني إن أنا ما حدش بينفع حد في الزمن دوَت. ولا إبن طبعا ولا أخ ولا أي حاجة .. إخواتي كانوا بيحاربوا فيَ. فجوزي (زوجي) بقى له عشر سنين تعبان وكده فأنا اللي واقفة وأنا اللي كده وأولادي مكتفيني الصبيان واقفين وقفة رجالة. ولولا إن أنا علمت أولادي برضه تعليم كويس في الجزارة وفهموا المهنة وبأتسوق لهم وأجيب لهم وكله.”
وأشارت رويدا إلى أن ارتفاع تكاليف المعيشة لم يترك لها ولنساء أخريات كثيرات خيارا غير العمل لدعم أُسرهن.
وتجاوزت معدلات التضخم في مصر 30 في المئة في الآونة الأخيرة مع سعي الحكومة لتطبيق إجراءات تقشفية لتأمين حصولها على قرض قدره 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.