«لن أخون الله فيكم»، هكذا ختم السيد الرئيس محمد مرسى خطابه الأول بعد حلفه اليمين الدستورية. مشكلتى أننى أصدق الناس، يعنى راجل كبير، وأستاذ فى الجامعة، ومعلم أجيال، ويصلى ويشركنا معه فى كل فريضة يؤديها: الرئيس صلى الفجر، الرئيس صلى الضهر… الرئيس ابتسم فى وجه أحد حرسه فبكى كل من بالقصر الجمهورى، معقولة بعد كل ده يكذب؟ ده حتى عيب يعنى وشكله قدام عياله حيبقى وحش… هبلة، مش كده؟ طب ده أنا تطورت كثيرا، بالأمس القريب كنت أصدق كل من يقسم بالله: ده حلف.. يعنى حيحلف كدب يعنى؟
«لن أخون الله فيكم»… الله أصدَقُ من الرئيس ومن ظنونى. لكن ما يحدث فى سيناء من مهازل يهدد الأمن القومى المصرى، حيث إن الاشتباكات تقتصر على الطرفين: إسرائيل والجماعات المسلحة، بينما تقف قواتنا المسلحة المصرية التى برعت فى الفندقة والمكرونة وتعبئة زيت الزيتون والحلل والطاسات، تشجع اللعبة الحلوة، وملبّسانا كلنا الطاسة رسمى، التهديدات انهالت على 20 أسرة مسيحية، بينما تم الاعتداء على محل مملوك لأحد المواطنين المسيحيين، وبدلا من أن يقوم جهاز المخابرات المصرى بدوره فى تتبع التهديدات الموجَّهة بشكل طائفى لإشعال الفتنة فى مصر، وإفزاع المواطنين، أو أن تقوم قوات الأمن أو الجيش بحماية المواطنين، وإشعارهم بالأمن، الذى يستتبع الشعور بالانتماء، اهتمّ جل الناس بوصف تهجير الأسر المسيحية بـ«الطوعى»! تهجير وطوعى! ده زى سرقة بالتراضى واغتصاب بالتوافق. كم هى قبيحة نفوس المتحدثين باسم الله لدرجة جعلت الكراهية الطائفية تُعمِى أبصارهم وبصائرهم عن خطورة تهجير المسيحيين واستهدافهم بشكل طائفى فى المنطقة الأكثر خطورة وحساسية: سيناء. بس عمالين تتكلموا عن تقسيم مصر! أمال ده تقسيم على القانون والعود؟
الناس تخشى من احتلال حماس لسيناء؟ يا ريتها ترسى على كده. وأى خيانة أكبر من ترك أعز جزء من الأراضى المصرية مرتعا للإسرائيليين والعصابات المسلحة؟
«لن أخون الله فيكم»… كان محمد عزام، 47 عاما، بائع الطيور بمركز بنجا طهطا، قد ضم 10 أمتار من الأرض المجاورة له، والمملوكة للدولة، ليوسع على نفسه ضيق المكان الذى يزدحم بزوجته وأمه وأولاده الستة، فيكفيهم ما يعانون من ضيق العيش، وضيق أفق المجتمع، وضيق خلق السلطة، فقامت الدولة بتغريمه 1000 جنيه. اقتطع محمد من رغيف أولاده حتى تمكن من دفع 600 جنيه، حتى ضجت بطون أسرته بالجوع فلم يتمكن من دفع القيمة الباقية، فأصدرت المحكمة حكما بحبسه أسبوعين ودفع كفالة 20 جنيها مصريا فقط لا غير.
اقتحمت قوات الشرطة، المهزومة فى 28 يناير، والمنصورة بجبر «العسكرى» والإخوان لها، منزل عزام الفقير، وكان يتناول العشاء مع أولاده. قال لهم محمد: هى لسه الشرطة بتقتحم على الناس؟ مش بطلت من بعد الثورة؟ فسبّ الضابط محمد بأمه، فرد محمد على الضابط السباب، فما كان من القوة إلا أن قامت بسحله وجره إلى سيارة الشرطة، وقال الضابط لوالدة محمد: وحياة أمك ما حتشوفيه تانى. لكن والدة محمد «شافته تانى»… وهو جثة هامدة.
«لن أخون الله فيكم»… تصدق بالله يا ريس.. أهو الشهيد محمد عزام صدّقك كما صدّقتك أنا تماما، مما دفعه إلى تحدى ضابط الشرطة الذى قتله.
ما ذُكر أعلاه هو رواية زوجة محمد، أما رواية الداخلية فهى كالآتى: «لدى ضبط المذكور قام بتوجيه الألفاظ النابية لأفراد القوة إلا أنه تم احتواء الموقف واصطحابه لمركز الشرطة وأثناء إنهاء الإجراءات القانونية بوحدة مباحث المركز سقط مغشيا عليه».
وتم نقله على الفور إلى المستشفى المركزى لإسعافه إلا أنه وصل جثة هامدة -حسبما ذكرت مديرية الأمن- وأنه بتوقيع الكشف الظاهرى على المذكور لم يتبين وجود أى إصابات ظاهرية بالجثة ما عدا كدمة بالأنف، يرجح أنها حدثت نتيجة سقوط الضحية أرضا على وجهه».
منه لله محمد عزام، مش كفاية شتم الناس الأميرة الكُمَّل؟ كمان يقع مغشوشا عليه، ويموت بالقصد عشان يقطع عيش الظابط!