بعد مرور عشرين شهرا على الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي، هناك قلق كبير أزاء التقارير المستمرة حول العنف الجنسي في مخيمات النازحين. مزيد من التفاصيل فيما يلي.
الحياة في هايتي لم تكن سهلة، والآن بعد عشرين شهرا من وقوع الزلزال الذي دمر الجزيرة، لا تزال البلاد تكافح لإعادة البناء.
فأكثر من ستمئة ألف شخص لا يزالون يعيشون في مخيمات مؤقتة، من بينهم شيرلي كريستيان التي فقدت والدتها وخالتها في الزلزال. وبما أنها أصبحت وحيدة ولا تملك مكانا للجوء إليه، فهي تعيش الآن في خيمتها الخاصة في مخيم بالقرب من المطار.
المخيمات خطرة، خاصة في ظل إضاءة ليلية خفيفة وحماية بسيطة، مما يجعل النساء بشكل خاص عرضة للإساءة كما تقول شيرلي:
“الخيام ليست آمنة. يمكن لأي شخص أن يقطعها بشفرة حلاقة أو سكين ويأتي إلى الداخل. لا توجد جدران ولا توجد حماية… وقبل أن تعي ما يجري حولك، قد يدخل شخص ما إلى خيمتك.”
وفي ليلة ممطرة، أصبحت مخاوف شيرلي حقيقة! شخص ما دخل إلى خيمتها واعتدى عليها:
“في الليلة التي تعرضت فيها للاغتصاب، كانت السماء تمطر بشدة. ذهبت إلى خيمتي للاستلقاء والاحتماء من المطر، وإذا برجل يقترب مني ويسأل عما اذا كان يمكنه أن يدخل إلى الخيمة. قلت له إن والدي سيعود قريبا، فأجاب أنه يرف بأنني أكذب وأنني وحيدة. ثم ضربني ودفعني إلى داخل الخيمة، وضربني على رأسي، ورمى بي أرضا… واغتصبني. بعد ذلك بقيت أنزف لمدة شهر!”
وتشير شيرلي إلى أنها ليست وحدها في محنتها:
“الاغتصاب في المخيمات أمر شائع جدا. فصديقاتي يخبرونني عن تعرضهن للاغتصاب في كل المخيمات.”
ومما يثير جزع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين هو بالفعل التقارير عن أعمال عنف الجنسي في مخيمات. كوفافيف وهي واحدة من المنظمات النسائية القليلة التي تساعد ضحايا العنف الجنسي في المخيمات، تشاركت مع المفوضية للحد من هذه الظاهرة المشينة. جوسي فليستين مديرة كوفافيف عملت لأشهر عدة مع شيرلي لمساعدتها على التغلب على مصابها:
“شيرلي الآن، لم يعد فقط إعادة تأهيلها وإدماجها في المجتمع، بل أصبحت أيضا تعمل كمساعدة اجتماعية لكوفافيف.”
وتقول شيرلي إن كوفافيف تملأ فجوة المساعدة الاجتماعية التي تشتد الحاجة إليها في المخيمات. وهي تشرح للنساء حول الخدمات الصحية والقانونية التي توفرها الامنظمة النسائية:
“كوفافيف تعمل مع الضحايا الذين تعرضوا للاغتصاب. تأخذ الضحايا إلى المستشفى لإجراء فحص طبي وبعد ذلك إلى المحامي الذي يتابع قضيتهن.”
على الرغم من كل العقبات الخطيرة التي تواجهها المرأة في هايتي، فإن النساء، مثل شيرلي، تنبثق من تحت الانقاض لوضع حياتهن على مسارها الصحيح من جديد.