راندا أبو الدهب
مدونة الزنزانة
عندما توفيت شابة تحمل فيروس نقص المناعة البشري مؤخراً في هرغيسا، عاصمة أرض الصومال، لم تتطوع أي من نساء الأسرة لغسلها استعداداً لدفنها طبقاً للطقوس الإسلامية. أن “ملابسها لا تزال معلقة في مكان موتها لأن الناس يعتقدون أنهم سيصابون بالعدوى بمجرد لمسهم لهذه الملابس”. وقد قامت مجموعة من النساء المتعايشات مع الفيروس بالتطوع لغسل الجثة. ويعزو الخبراء وصمة العار التي يعاني منها المتعايشون مع الفيروس إلى الجهل والربط الوثيق بين فيروس نقص المناعة البشري والفسق والسلوك المنافي للإسلام. وحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن أقل من 10 بالمائة فقط من السكان يعلمون بدقة ماهية الفيروس وكيفية انتقاله.
في الوقت نفسه ، تحاول اللجنة الصومالية لمكافحة الإيدز تمرير مشروع قانون عبر البرلمان يمنح حقوقاً للمصابين بفيروس نقص المناعة البشري ويسمح للأطباء بالإفصاح عن إصابة أي مريض دون الحصول على إذن منه بذلك.وحسب حسن عمر، مدير التدريب في أمانة لجنة الإيدز بالصومال فإن “مشروع القانون يجرِّم التمييز ضد المصابين بالمرض ويحدد احتياجاتهم للرعاية وينص على معاقبة أولئك الذين يحاولون نقل الفيروس للآخرين عمداً”.
وتبلغ نسبة انتشار الفيروس في أرض الصومال 1.4 بالمائة إلا أن البيانات الحديثة تشير إلى أن القرن الإفريقي قد ينتقل من “وباء مركّز” إلى “وباء معمم”.
وقد أشار آخر تقرير قدمته الصومال للدورة الخاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة حول فيروس نقص المناعة البشري والإيدز إلى أن وصمة العار والتمييز المنتشرين يعتبران من بين العوامل المسببة لتزايد الإصابة بالفيروس. فتضخم وصمة العار وانخفاض نسبة الإدراك بالمخاطر يعنيان أن عدداً أقل من الناس يخضعون للفحص بالإضافة إلى أن برامج العلاج بالعقاقير المضادة للفيروسات القهقرية في البلاد لا تزال في بدايتها.
ووفقا للجنة الصومالية لمكافحة الإيدز، أنه “من بين حوالي 13,000 مصاب بفيروس نقص المناعة البشري في أرض الصومال، يحصل 800 شخص فقط على العلاج بالعقاقير المضادة للفيروسات القهقرية