بقلم : ماجدة محمود ” رئيسة تحرير مجلة حواء”
هكذا قال الأجداد والجدات فى موروثنا الشعبى الذى لم يخطئ فى ما ذكره من أقوال كانت ولاتزال توثق لفكر مجتمع كامل بنساءه قبل رجاله .
الأمثال الشعبية عبرت عن معتقدات وأفكار باليه مازالت تسيطر على العقلية المصرية حتى يومنا هذا نتيجة لإرتفاع نسبة الأمية اربعين فى المائة وتزيد بين النساء .
الجهل وموروثات اخرى جعلت من الفتاه ضحية الاضطهاد الذى أدى الى تعرضها الى الكثير ان لم يكن كل انواع العنف والتمييز .
كلاهما العنف والتمييز يمارسان ضدها ، وهناك قصص يشيب لها الولدان من العنف الجسدى الى العنف الجنسى والنفسى متمثلة فى الختان والضرب والإهانة وتقييد حريتها فى اختيار أسلوب حياتها .
الامر الذى يدعو للدهشة ان الأمهات حتى الآن تفرق فى المعاملة بين أبناءها ذكورا وإناث وهذا تمييز آخر
تتعرض له الفتاة بدعوى الخوف والحفاظ عليها من شر الطريق .
الشرع والدستور اقرا المساواة التامة دون انتقاص ، عجبا على مجتمع يعيش القرن الحادى والعشرين ولاتزال المرأة فيه تعانى قهرا وظلما واضطهادا بموجب العادة والموروث .
الجمعية العامة للأمم المتحدة مبكرا وتحديدا عام 1993 اصدرت إعلانها العالمى للقضاء على العنف البدنى ، الجنسى والنفسى ضد النساء ورفع الظلم وإزالة الممارسات والأفعال الضاره تجاهها.
ورغم صدور الإعلان وخروج العديد من التشريعات والقوانين الوطنية المجرمة لهذه الأفعال إلا ان المرأة تتعرض لكل أشكال العنف الأسرى والمجتمعى ، والطامة الكبرى تلك التى ظهرت مع انتشارالحروب والاستيلاء على النساء ” سبايا ” والإتجار بهن .
الدولة المصرية تكثف جهودها لمواجهة الختان كشكل من اشكال العنف الجسدى ضد المراة ، و شددت العقوبة ، يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات ولا تجاوز سبع سنين كل من قام بختان أنثى ، ويقصد بختان الأنثى فى حكم هذة المادة إزالة لجزء أو كل لعضو تناسلى للأنثى بدون مبرر طبى. وتكون العقوبة السجن المشدد إذا نشأ عن هذا الفعل عاهة مستديمة.
كما تحارب زواج القاصرات والذى لا يجيز زواج الفتاة قبل سن 18 سنة وفقا لنص المادة 31 من قانون الطفل حيث يخضع لقانون العقوبات كونه تزوير فى أوراق رسمية .
واصدرت قانون التحرش الذى يعاقب المتحرشين بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه ولا تزيد على خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين .
إلا ان نظرة واحدة على الأرقام تؤكد مدى الإنتهاكات التى تتعرض لها الفتاة منذ ان ترى الحياة ، فواحدة من بين أربعة فتيات فى مصر تتعرض للختان وهى نسبة تفوق اى دولة اخرى فى العالم وفقا لتقديرات الامم المتحدة لهذا العام .
الزواج المبكر تصل نسبته الى نحو15٪ وتزداد هذه النسبة فى المحافظات الأكثر فقرا ، كما تؤكد الإحصاءات ان نسبة التحرش وصلت الى 99.3 ٪ ويتنوع هذا التحرش بين النظرة واللفظ واللمس وكثيرات لا يتقدمن بالشكوى خوفا من الفضيحة .
من هنا يتضح ان الجهل والفقر هما ألد أعداء المرأة يضاف إليهما النظرة الذكورية التى تعانى منها النساء رغم تشدق الرجال فى كل مقام ومقال بعبارات المساواة والحرية إلا ان ما يمارس ضدها يمثل قمة العنف والاضطهاد.