لم تكن تعلم المحاسبة فاطمة عبدالعاطى، أن مجرد وقوفها بجانب العمال، من واقع كونها زميلة لهم وعضوا فى اللجنة النقابية، فى مواجهة رئيس مجلس إدارة الشركة التى تعمل بها، سيكون سببا فى تعنته معها وعدم صرف مستحقاتها عند خروجها على المعاش. المهندسة فاطمة تروى قصتها لـ”المصرى اليوم” قائلة «القصة بدأت مع اتخاذ رئيس مجلس الإدارة إجراءات أضرت بالعمال، والذين طالبونا بالتدخل أنا وزملائى كأعضاء لجنة نقابية فى الأمر وعندما جلسنا معه وتحدثنا عن غضب العمال ورغبتهم فى الاعتصام، قال إنه سيدرس الأمر، فى الوقت نفسه جاءت مظاهرة من العمال إلى الشركة فاتهمنا أننا حرضناهم على ذلك، وحرر محضرا بالواقعة ولم يدرج اسمى فيه، لكنه عاد وقام بتحويلنا للنيابة الإدارية أنا و3 من زملائى، كان التحقيق فى شهر أكتوبر 2012 وبرأتنا النيابة فى يناير 2013 وحفظت القضية بالتزامن مع خروجى على المعاش، لكنه رفض إعطائى مستحقاتى، متحججا بأنه قدم شيئا سماه اعتراضا إلى النيابة الإدارية، تقدمت بشكاوى إلى وزير الدفاع ووزير العدل والاستثمار ووزير القوى العاملة والنائب العام، وعلمت أن جهات منهم أرسلت له خطابات لاستيضاح الأمر وطالبوه بحل المشكلة لعدم وجود تهمة، فكان رده أنه ينتظر قرار النيابة الإدارية لأنه تقدم باعتراض على القرار السابق!».
تضيف فاطمة «منذ سنة وأكثر وأنا فى تلك المشكلة ولم أصرف مستحقاتى، التى رتبت أمورا كثيرة فى حيات بناء عليها مثل زواج ابنى الذى تأخر بسبب تلك المشكلة، بل وأتكلف مصاريف محامين، وترددت كثيرا على النيابة الإدارية لأعرف وضعى ولا أجد إجابة حول كل هذا التأخير فى صدور القرار، ومؤخرا قمت برفع دعوى أمام محكمة عمال جنوب القاهرة فى محاولة للحصول على مستحقاتى، واستنجدت بإحدى المؤسسات النسائية للوقوف بجانبى».
قد يبدو الحال بالنسبة لفاطمة ليس عنفا مؤسسيا مقصودا، لكونها امرأة، لكنه جزء من كل، تتعدد حالاته وأشكاله، تواجهه النساء فى مؤسسات العمل، وهو ما رصده التقرير الإحصائى لمكتب شكاوى المرأة لعام 2013 حول العنف المؤسسى، حيث جاء بنسبة 2.73%، فتشكو موظفة من العنف الواقع عليها من قبل رؤسائها لعدم المساواة فيما بينها وبين زملائها والتمييز ضدها لعدم تسكينها على العمل الفنى وإسناد عمل إدارى بالرغم من حصولها على مؤهل عال أسوة بمن تم تسويتهم ومن تم تعيينهم من أوائل الخرجين، وتحكى أخرى عن اضطهاد مدير المدرسة لها وتلفظه بألفاظ خادشة للحياء، وسيدة تتضرر من سوء معاملة مديرها فى العمل وقيامه بنقلها نقلا تعسفيا والاعتداء عليها من قبل بلطجية.
لمشاهده الأخبر الأصلي من فضلك أضغط هنا