(وكالة انباء الشرق الأوسط ( أ ش أ
قامت السفيرة ميرفت التلاوى رئيس المجلس القومى للمرأة، اليوم، بزيارة تفقدية لسجن النساء بالقناطر، والذى يتواجد فيه أكثر من 1500 سجينة، استغرقت الزيارة ساعة ونصف الساعة، وذلك فى إطار جهود المجلس ومحاولاته للانخراط مع مشكلات المرأة والتعايش تضامنا فيها
وحملت الزيارة شقين أساسين، هما الوقوف على مدى عمق العلاقة التى تنظم التعامل مع السجينات والقائمين على السجن، مما يعزز احترام حقوق الإنسان، فيما تطرق الشق الآخر إلى حقيقة القضية التى أثيرت مؤخرا فى الإعلام بشأن الفتيات المتهمات فى أحداث شغب جامعة الأزهر فى محاولة لمد يد العون لمساعدتهن على الخروج من تلك الأزمة واستقطابهن ليصبحن أفرادا نافعات تساهمن فى بناء وتنمية المجتمع
والتقت التلاوى خلال الزيارة بعدد من السجينات ودارت بينهن مناقشات واستفسارات حول مدى توافر أوجه الرعاية وبرامج التأهيل المتاحة ومدى كفالة حقوق السجينات
وتفقدت التلاوى عددا من مرافق ومنشآت السجن واستمعت للقيادات عن اوجه الرعاية المختلفة التى يقدمها قطاع السجون لكافة النزيلات، ومدى الحرص على احترام القواعد النموذجية والمعايير الدولية المعمول بها فى مختلف المؤسسات العقابية
كما تفقدت الساحة المخصصة لعرض الإنتاج الفنى للموهوبات فى الرسم وأجرت حوارا مع إحدى السجينات لديها إبداع فنى، ثم زارت مكتبة السجن التى تضم 4832 كتابا، وفى قسم المشغولات اليدوية شاهدت الإنتاج المتميز للسجينات من أشغال الإبرة والتريكو والكورشيه والمفروشات، ودعت إلى ضرورة إقامة معارض دائمة لهذه المنتجات بالفنادق والأسواق الحرة، وفى المنتجعات والمناطق السياحية خاصة أن أرباح مبيعات هذه المنتجات تخصص للنزيلات بعد استرداد إدارة السجون قيمة المواد الخام
وشاهدت عنبر الأمهات الحاضنات للتعرف على شكواهن خاصة المتعلقة بخروج أطفالهن من حضانتهن بعد بلوغ العامين، كما شاهدت مستشفى سجن القناطر للنساء، والتى تضم غرفة عمليات مجهزة لإجراء كافة العمليات الجراحية العادية، بالإضافة إلى أحدث الأجهزة المتوفرة على أعلى مستوى فى أقسام الأشعة والإفاقة والغسيل الكلوى والحضانة ووحدة المناظير
وأجرت حوارا مفصلا مع اثنتين من السجينات فى أحداث شغب الأزهر ” سارة وآلاء ” وأكد مسئولو السجن أنهم يطبقون اللائحة والقانون فقط بغض النظر عن اى انتماءات حزبية وأن القضية هنا أصبحت برمتها تحت تصرف النيابة للتحقيق فى ملابساتها
وأعربت السفيرة ميرفت التلاوى فى ختام جولتها التفقدية عن سعادتها لما شهدته اليوم من خدمات تقدم لسجينات سجن القناطر، مؤكدة أن هذه الخدمات فاقت تخيلها خاصة لما لمسته من سكينة وصداقة على عكس ما يفهم عن السجون عامة ووزارة الداخلية خاصة، وكذلك الدراما المصرية
وأكدت أنها اليوم تستطيع وبقوة أن تدحض كافة الادعاءات والأكاذيب التى يوجهها لمصر عدد من الجهات الأجنبية بشأن إساءة تعامل السجينات، مشيرة إلى أهمية إجراء فحص متعمق بالاستعانة مع متخصصين لتحديد أنواع القضايا التى أدت إلى فرض العقوبة على السجينات لتحديد المشكلات التى تحتاج إلى إصلاح تشريعى بسيط يتم بموجبه الإفراج عن هؤلاء السجينات مما يساعد فى تخفيف العبء عن كاهل السجون
وأشارت إلى أن أغلب قضايا الغارمات ترجع إلى الأمية القانونية للنساء فى المناطق الفقيرة والعشوائية مما يحتم علينا تنظيم برامج توعية قانونية مبسطة للمرأة الفقيرة، بالإضافة إلى إعادة النظر فى التشريعات الاجتماعية فى مصر بدءا من قوانين الاحوال الشخصية حيث لا يصح أن نعمل ونحن فى القرن الـ 21 بنفس التشريعات التى وضعت أواخر القرن الـ 19
وتابعت أنه لهذا قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بإنشاء لجنة تشريعية تتولى مهمة التوفيق بين الدستور والتشريعات بما يعظم اهتمام الدولة بالبشر ويزيل المعوقات البشرية أمام الجميع
من جانبهن، أكدت سجينات القناطر أنهن يحاولن استثمار فترة العقوبة فى التحول إلى أفراد إيجابين فى المجتمع حتى يمكنهن البدء من جديد عند انتهاء العقوبة، مؤكدات أن إدارة السجون توفر لهن كافة احتياجاتهن خاصة تلك الائى يستعملنها فى مشغولاتهن وانشطتهن المختلفة