ماجدة عادلي مناضلة حقوقية و نسويه منذ عهد جمال عبد الناصر وحتى عهد السادات وإلى لحظتنا هذه لم تتوقف عن النضال، هي طبيبة تخدير’’’ كانت من أعضاء منظمة الشباب في عهد عبد الناصر’’’ انضمت للحزب الناصري’’’ وكانت من أعضاء الحركة الطلابية في السبعينات ’’’ شاركت في دعم القضية الفلسطينية وحركة التحرر الوطني في الجزائر.
تخرجت من كلية الطب “جامعة المعتقل”!! حيث قضت أغلب فترة الدراسة في المعتقل.
نضجت على الأغاني الوطنية. ولدت الدكتورة ماجدة عدلي في مارس 53 القاهرة و تخرجت من كلية الطب عام 1978
حوار: دينا المغربي
لمجلة فك الجدائل
لماذا أصبحتي ناشطة في الحركة الطلابية ؟
نشأتي ساعدتنى على ان اهتمامتى العامة تطغو على الاهتمامات الخاصة،و التشجيع كان من والدتي في صغرى على المشاركة في الانشطة المدرسية، الإذاعة، الجماعات الصحية وغيره، وكان فيها جزء تعليم الاعتماد على النفس، وتعليم الابداع، ومن الصغر وانا في هذا الجو العام.بالاضافة الى ان النكسة في 1967 التي سببت الم شديد وايضا ادت الى دفعة شديدة وبعدها كان أول لقاء خارج العمل الاجتماعي الصغير الى عمل أكبر.
كان ايه دورك و دور الشباب وقتها ؟
الشباب كان يذهب للعمل في الجبهة الداخلية… دفاع مدني، تعليم الناس يعملو الساتر ، و دهن زجاج البيوت باللون الازرق، و اماكن المخابىء الموجودة بالمنطقة طريقة النزول للمخبأ ، ماذا يفعلو عند وجود غارة، وكان الشباب متقسمين في مجموعات صغيرة، بيشتغلو على توعية الناس في المنطقةوفي سنة 1968: قدمت في عضوية منظمة الشباب، وهو تنظيم ناصري وشفعلي نشاطي السابق بالإنضمام للتنظيم . جزء من النشاط الخاص بمنظمة الشباب في هذه الفترة، خدمات للحي، فصول تقوية ,محو امية،وخدمات مباشرة، للمهاجرين من مد القناة، كنا بنجمع الملابس ونغسلها ونكويها، ولعب الاطفال، وشبكنا مع زيارات الجبهة ، وكنا بنعمل معاهم ندوات وحفلات سمر، بالإضافة للجانب التعبوي او السياسي
كان ايه رد فعل الاهل ؟
والدتي لم تكن تعارضني، ولكن كانت تتحفظ ، ولكن على وجه العموم الجيل كله كان مستقل.في مرحلة الثانوية كنت مسؤولة منظمة الشباب في المدرسة الثانوية وعضو لجنة قسم “الخليفة” الحي في المنظمة، وعملنا يوم مستقل للبنات في الاذاعة المدرسية.
هل كان في مناقشات مع الأساتذة بالمدرسة، وهل كان في اي نوع من الاضطهاد للرأى ؟
كان في مشاحنات مع الاساتذة في المدرسة لاختلاف توجهاتهم عنا، وانا كنت في فصل (متفوقات، الحوار فيه مفتوح وحر، لم يكن هناك اضطهاد ولا دروس خصوصية ولا (قصقصة اعمال السنة، عمري ماخدت دروس خصوصية، كان الاختلاف في الرأي لا يفسد العلاقة التعليمية ، وكانت التوجهات تناقش بشكل علني.
وماذا عن فترة الكلية؟
في فترة الكلية:من بداية 71_ 72
كانت فترة نضج الحركة الطلابية وكنت جزء من الحركة، وكان لنا نشاط في الجامعة .. وكنت في جامعة الأزهر.
ليه كلية الطب بالتحديد؟
اخترت الطب كمهنة انسانية خاصة اني تربيت على فكرة خدمة الناس… حرمتني الكلية من تقديراتي لان كنت في السجن سنة 1977، وكان التصريح بعمل أسرة في الجامعة صعب، كنا نلتحم مع زملائنا في جامعة عين شمس والقاهرة، وبنتجمع في حفلات الشيخ امام والمناسبات العامة.
وماذا عن الحب؟
الحب كان فعلا على اسس سياسية، حبيبي كان رفيق في منظمة الشباب..وتركنا بعض بسبب أسس سياسية .. بسبب عدم تحمله فكرة السجن وبعدها عنه ” كفاية “، وتركته وانا “أحبه…”اختياراتنا في المشاعر في بدايتها ونهايتها كانت على اساس التوجهات
هل في البيت كانوا عارفين انك من ناشطات الحركة الطلابيه ؟
اسرتي كانوا عارفين اني ناشطة سياسياً لكن لم يعلموا إلى أي مدى.
هل كان في انتقادات من صديقاتك؟
مش كتير .، لان هناك انتقاء للأصدقاء، كان في ناس خارج الحركة لكن كانوا بيقولوا ياريتنا نكون زيك …وكان في نقد من العائلة , ان مش لازم نرمي نفسنا للتهلكة.،.لكن لما بتكوني مؤمنة باختيار عارفة انك هتدفعي ضريبته
العمل السياسي
مظاهرة الانتفاضة: 14 مارس.. فتحت الجامعة .. ونزلو يحتفلو بضحايا الانتفاضة في جامعة عين شمس اتمسكت عند التجهيز .. وخرجت 30 ابريل .. اتمسكت 27 مايو ..طلعت بعدها بشهرين كان يدافع عنا من المحاميين: اعلام القانون امثال نجيب الهلالي وعبد الله الزغبي الاستاذ عصمت سيف الدولةا. عادل أمين وغيرهم كتير
بتعملي اية في السجن؟
نكتب ونقرأ ونعمل ندوات، والصبح يلعبو وبيانو وكان في مكتبة، كنت بسمع قصص النساء المتهمات بجرائم القتل والمخدرات، و اتربو ازاي، وكنا نفتح الزنازين على بعض وينعمل حلقة مناقشة للقضايا السياسية أو كتاب اتفقنا على قرايته. لم يكن هناك تعذيب للمجموعة اللى انقبض عليهم في مقتل الشيخ الذهبي اتعاملو معاملة شديدة السوء وكانو مجموعة 77 يعطوهم جلابية مفتوحة وهما منقبات وكنا بندافع عنهم.
طلعت السجن 78 نهاية ابريل قعدت شهرين برا ودخلت تاني .. كنت في سنه 4 كلية وقتها .. دخلت قسم الصحة العامة والنفسية، لان ليس بها جانب عملي كتير، دخلت سنه 5 كلية على مرتين
وماذا عن العمل في مجال الطب؟
عملت فورا في مجال الطب.. بعد قضاء فترة الامتياز في الريف في الثمانينات: عملت مع حزب التجمع في لجنة المرأة في شبرا الخيمة لفترة، وشعرت بأن الصراعات السياسية تأخذ جزء كبير من الوقت، ثم دخلت انتخابات مجلس الشعب 84 على قائمة الحزب على جنوب القليوبية، كانت قائمة نسبية ومقعد للنساء، نزلت في نفس الدائرة مستقلة، وعملت عيادة في نفس المنطقة.في سنه 90 بدأت العمل في مركز النديم
لماذا مركز النديم تحديدا؟
لأنه عمل مهني في الطب بمعناه الواسع .. وعمل له علاقة بالناس ، كانت توليفة مُرضية الى حد كبير
ماذا عن العمل في المركز؟
اعمل في المساندة النفسية للنساء وقبلها كنت مهتمة بقضايا التعذيب رجال ونساء ،ومصريين ولاجئين
لماذا الدفاع مجال المرأة؟
حقوق المرأة هي جزء من الحريات، حد يؤمن بالحرية لكل البشر، بما فيها فكرة العمل السياسي ، ضد انتقاص حقوق من فئة لصالح فئة اخرى ، مينفعش حد يدعي انه نائب عن النساء ، مينفعش رمي الفتات للنساء كصدقة، الحقوق للبشر ككل وهذا تحرير للطرفين وللوطن ككل ، لا يمكن تعطيل نص البشر ، اذا كنتي مؤمنة بجد بحرية الناس ، احنا كمان ناس يا ستات مش ناقصين عين ولا رجل.
كان في تجاهل لفكرة ان النساء محتاجين حقوق ؟
في اليسار كنا مهتمين بقضية النساء بمعنى اضيق من الآن ، كنا بنحل المشاكل كجزء من باقي القضايا ، الخبرة اثبتت ان انتزاع مكسب هنا او هناك هو مكسب للحركة الشعبية ، مفيش حاجة اسمها هنحل كل القضايا بالضربة القاضية، ممكن نعدها بالاجوان ،ننتزع مكسب عمالي هنا ومكسب للأطفال هناك ومكسب للنساء هنا
بداية تعاملك مع حالات العنف التي تأتي المركز؟
هناك حالات ممكن اشوفها في شغلي في التخدير وتعطيها التلفون واقولها تعالي وحالات نتصل بها عند السماع عنها ، في الجرايد مثلا، حالات عبر المنظمات الصديقة ،حالات الصحفيين والاعلام، حالات الزخم عند الاعلان عن الخط الساخن في البرامج التلفزيونية الإعلام بيلعب دور خطير في التعريف بان هناك خدمات من هذا النوع للنساء لما بيسمعوا اننا ستات وممكن نساعد، بيهتموا، وبتأجل القرار بعد اول لقاء، لو قدرتي
تكسبي ثقتها، ترتاح وتثق فيكي، بتلاقي حد غير الناس التانية، خطاب غير الخطاب السائد، بتلاقي حد بيسمعها ومش بيدينها، زي ما هيا بتدين نفسها ،بتفهم انها بني ادمة ومن حقها ما تتهانش، بتحس في حد فاهمها، لو قدرتي تنوريلها بعض النقط في قصة الظلام اللي هيا عيشاه ، هتكسبيها وتقدري تساعديها انها تسترد ثقتها بنفسها،
ايه اكتر المشاكل اللي بتقابلك؟
العنف من الازواج، عنف بدني ونفسي ، ويحكوا عرضا عن العنف الجنسي ، ويتألمو منه ومحرجين، وخايفين يقولو لا عشان ربنا ، لكن جزء من الشكوى ” حتى بيبقى ضاربني ويجبرني” هو انا ايه جاموسة هناك شكاوى اغتصاب محارم ، واغتصاب من غير المحارم، في قضايا التحرش، الاكثر بيكون اغتصاب
كل حالة بتفرق في الوقت المخصص لها، متى تقرري ان هذا يكفي؟
الجلسة الاولى تحدد، تكون مفتوحة وتخلي الست تتكلم براحتها، وبعدين تبدأي ترسميلها مسارات تفكر فيها ، والمرة الثانية نناقش قضايا .نبدأ نفصص في قضايا اقتصادية، والجلسة التانية في اختيارات بعينها ، نبحث عن بدايل، تبدأي توجهي القعدة بجانب مساعدتها على الفضفضة بجانب درجة من التوجيه عشان هيا تبتدي تنظم تفكيرها، ولو عندها ارق فظيع مش بتنام، مكن نتدخل بحاجة بسيطة تساعد على النوم ، عشان تقدر تختار
، لانها في مستوى من الارتباك لا تتمكن من الاختيار، نعطيها شيء يساعدها على النوم، فتأخذ قراراها؟ في ناس ممكن تكفيها 3 أو 4 قعدات ، وفي حالات بتطول
هل في حالات استوقفتك وصعبة؟
في حالات بتكون صعبة باين اللي بيكون فيها تداخل شديد جوانب اقتصادية واجتماعية شديدة السوء اللي بيصعب معها فكرة استقلال اقتصادي أو دعم أسري من جانب الأهل، مع قضايا العنف، بتحلي مؤقتا والست تمشي ونتدخل مع الزوج وترجع تاني ، في حالات أبدية المجتمع طحنها من كل ناحية أهل وعنف وزوج ولا دخل ولا اكل. واجهتني حالتين، 3 صعبين ، لان كمان شخصية الست كانت صعبة، عنيدة قاصية على نفسها بزيادة، ومع أهلها وبتكون شخصية محافظة، إلى جانب الرعب الشديد من المجتمع والاعتمادية الشديدة. الفكرة في التعامل انك تقوي الناس انها تقف لوحدها، مش انها تقعد على حجرك عالأقل في حالة كانت كدا، ولو محتاجة علاج نفسي بستشير أساتذة الطب النفسي.