تحرير و تصوير: دعاء شاهين
يعتصم عشرات العاملين والعاملات بالشركة العقارية المصرية لاستصلاح الأراضي لليوم الثامن على التوالي أمام مقر شركتهم بشارع عبد الحميد سعيد المجاور لسينما أدويون بوسط القاهرة، للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة منذ شهر أغسطس الماضي.
هبة الله إمام، تعمل بالشركة منذ 12 عاما، ولم تتقاضى راتبها منذ 8 أشهر . تقول هبة إن عدم الانتظام في صرف رواتبهم ليست مشكلة حديثة بالشركة، فهم يعانون من هذا الأمر منذ حوالي أربعة سنوات.
وتتابع هبة بقولها ” العمل متوقف بالشركة حاليا ولا تسند الحكومة إلينا أي مشاريع لاستصلاح الأراضي. كل فترة الإدارة تعلن عن مزاد لبيع ألات الشركة، حتى أصبحنا حاليا بلا ماكينات تقريبا”. رغم وضع الشركة المتدهور وتأخر صرف رواتب العمال، تقول هبة إن هناك أفراد بالشركة يتم ترقيتهم ويحصلون على مكافأت مالية.
كانت الشركة العقارية لاستصلاح الأراضي قد تم بيعها في تسعينات القرن الماضي ضمن برنامج الخصخصة، إلا أن ملكيتها آلت للدولة مرة أخرى في عام 2010.
تعمل منى حمدي السيد بالشركة منذ عام 1981 وتقول إن الأوضاع بالشركة كانت جيدة وكان هناك أعمال استصلاح أراضي تسند للشركة وكانت المرتبات تصرف في مواعيدها قبل خصخصة الشركة في تسعينات القرن الماضي.
و تتابع منى بقولها “بعد خصخصة الشركة بدأ حالها يتدهور حتى تراكمت عليها الديون، بقالنا أكتر من أربع سنين نعاني من مشاكل في صرف المرتبات”.
تجلس إلى جوارها عفاف أحمد عبد الله، التي يبلغ راتبها الحالي1200 جنيه بعد عملها بالشركة لأكثر من 31 عاما. تقول عفاف ” “أريد أن أسأل المسؤلين أنتو ما بتقبضوش زينا؟ ولادكم جعانة زينا؟..الناس هنا عايزة تقبض، عايزة تاكل وتفتح بيوتها، معتصمين من يوم 21 مارس ولا حد سأل فينا ولا حتى رئيس الشركة القبضة جيه يبل ريقنا بكلمة، كلهم سايبنا، هم بيقولوا خليهم قاعدين، خليهم يتسلوا”.
أضطرت أحلام عبد الحميد، التي تعمل بالشركة منذ عام 1983، لبيع بعض من مصوغاتها كي تتمكن من سداد نفقات أسرتها بعد توقف راتبها لأكثر من 8 أشهر. فتقول ” بعت غوشيتي وحلقي عشان ظروفي واحتياجي للمال، عشان أكل بيهم، أنا ربة أسرة والمفروض عندي التزامات من إيجار وأكل وشرب”.
لا يختلف حال وفاء حمدي السيد، التي تعمل بالشركة منذ 30 عاما ولا يتجاوز راتبها الـ800 جنيه، كثيرا عن بقية زميلاتها وزملائها. فعدم صرف راتبها لثمانية أشهر متواصلة جعلها تحتار في كيفية توفير مصروفات دروس بناتها. تقول وفاء ” لما اجتمع بينا رئيس الشركة أخر مرة قالنا ما حدش يسألني على فلوس”.
لا تقتصر مشكلات العاملين والعاملات بالشركة العقارية على تأخر صرف رواتبهم منذ شهر أغسطس الماضي، فهناك أزمة تتعلق بالتأمين الصحي وصرف فواتير العلاج لهم. تقول وفاء ” كانت الشركة تخصم من مرتباتنا حصة التأمين الصحي دون توريدها لمدة عشر سنوات. أجريت عملية حصاوي الكلى في العام الماضي وذهبت للشركة بفواتير العلاج وحتى الأن لم يصرفوا لي أي أموال”.