أصدر المعهد الدولي للأمن الغذائي عام 2008بحث جديد يعرض فيه آليات عمل واعدة تضمن سد إحتياجات النساء الريفيات في الوصول للموارد، وقد رصد البحث خلل فى الإقتسام المتساوي للموارد فى الريف سواء على مستوى الأرض الزراعية أو الماكينات أو المحصول والعائد بالقطع. ويمثل تمكين المرأة الريفية أحد توصيات مؤتمر بيكين، إضافة لتخصيص بند حولها فى إتفاقية وإلغاء كافة أشكال التمييزضد النساء.
الجديد فى البحث محاولة مناقشة التدخلات الزراعية والبيئية الممكنة لدعم حقوق النساء الريفيات والتي طالما ما تم تجاهلها طيلة العقود الماضية، حيث يندر بحث إحتياجات النساء الريفيات ورصد ادوارهن وأثارها المنتجة على مستوى الحياة الريفية، والتى جاء البحث محاولا عرض ادوار النساء وعدد الساعات المنتجة لهن فى البيئات الزراعية و الريفية.
تعرض البحث إيضا لطبيعة الأعمال المنزلية ذات العائد التي تقوم بها النساء كما طرح الأسئلة حول مدى حقوق النساء الريفيات المنتجات من المنزل، كما ألقى البحث أيضا الضوء على دورهن فى حماية البيئة وأهمية مشاركتهن فى وضع خطط التنمية والتمكين للنساء الريفيات.
أهم ما فى البحث هو تخصيص دعم حقوق النساء الريفيات و مواجهة التمييز ضدهن على أساس النوع الإجتماعي قي المجتمعات الزراعية كمدخل لطرح أسئلة البحث..، فجاءت أسئلة البحث حول واقع الريفيات من تملك الأرض ، ووصلهن لمصادر المياة، ونسبة تمثيلهن من قوة العمل، وحجم إسهامهن تسويق البضائع وحركة السوق ونصيبهن من راس المال. وقد كشف البحث عن خلل فى تلك النساء للأرض ومصادر المياة والشركة المنصفة لرأس المال سواء العيني أو المادي إضافة لندرة الوعي القانوني لدى النساء بحقوقهن في التملك و الإدارة والعائد ومايترتب عليه من إفقار للنساء أو تأنيث للفقر.
نهجت الدراسة منهج كمي وكيفي فى سؤال عينة من صحراء وجنوب افريقيا وتحليل النتائج، بشكل عام ينهج البحث أدوات و آليات المنهج الأنثربولجي القائم على مشاركة البحوثين والملاحظة.
فى ختامه خصص فصل مطول لعرض النتائج و التوصيات والتي جاء منها، الدعوة لرفع الوعي القانوني للنساء الريفيات إضافة لمشاركة كلا من النساء و الرجال في رسم البرامج و التدخلات التنموية المطلوبة ،إستهداف الرجال تحديدا لرفع وعيهم بأدوار النساء الريفيات وأثارها على التنمية الزراعية، التفكير فى تصميم برامج قروض لسد إحتياجات النساء الريفيات مع الأخذ فى الإعتبار تنسيق مجموعات من القروض الدوارة من النساء والرجال معا لتبادل الإدارة وفتح الفرص فى المشاركة الفعالة بين الجنسين.
ويتوصل البحث أخيرا بأن حماية وتمكين النساء الريفيات ليس قاصرا فقط على دعم حقوقهن فى العمل المنتج وإنما يتطلب تعزيز أوضاعهن الاجتماعية وهو ما يعد تحديا جوهرياً أمام تمكين حقوق النساء القاتنات المجتمعات الريفية حيث تتجلى الثقافة الذكورية وترتبط بالمجتمعات الريفية غير أن البحث يلقي الضوء مجددا حول مكانة النساء من التكنولوجيا وقدرتهن على الإستفادة من التطور التكنولوجي الجاري فى مجالات عدة منها مجال التنمية الزراعية.
للمزيد:
http://www.ifpri.org/pubs/ib/in13.pdf