بقلم خالد منتصر
أظهر المسح الصحى السكانى الذى أجرى فى عام ٢٠٠٨ أن نسبة الختان للنساء تحت ٢٥ سنة صارت ٨٠%، ويقال إن هذه نسبة تدعو للتفاؤل!، لو قلنا عن مجرم كان يقتل ويذبح عشرة أطفال يومياً فأصبح يقتل خمسة فقط فهل هذا يدعو للتفاؤل؟! إنه سيظل قاتلاً مجرماً بلطجياً متهماً مهما انخفض عدد قتلاه، كما ستظل مصر مجتمعاً متخلفاً مادام أهلها يمارسون هذه العادة البربرية المشينة حتى ولو على مائة بنت سنوياً! وهناك رقم آخر أكثر إحراجاً وأكثر مأساوية، فقد كان الأطباء ومقدمو الخدمات الصحية فى ١٩٩٥ يجرون ١٧% فقط من عمليات الختان،
أما المدهش فإنه فى عام ٢٠٠٨ وصلت نسبة الأطباء الممارسين لختان البنات إلى ٧٥%!!.. ظاهرة عجيبة وغريبة لا تحدث إلا فى مصر بلد العجائب التى يتخلى بعض الأطباء فيها عن دورهم الإنسانى ويتحولون إلى جزارين يبترون ما يتصورونه لعنة فى أجساد النساء، أو ما يتصورونه كنزاً لا ينضب فى مغارة على بابا التى تفتح بكلمة سر.. افتح يا جهل.. افتح يا تخلف.. افتح يا نفاق اجتماعى… افتح يا بيزنس دينى!
أحياناً تكون التقاليد أقوى من الإقناع العلمى وأكثر سطوة من الوازع الدينى، وختان الإناث خير تعبير وتجسيد عن تأثير هذه الأعراف والتقاليد على العقل المصرى، هناك جمل وعبارات من كثرة تداولها على الألسن صارت أهم من الحقيقة العلمية وأقوى من النص الدينى!
«طلعنا لقينا الناس بتعمل كده وده سلو بلادنا وأهالينا».. هذه هى أول عبارة تسرى فى العقول كالنار فى الهشيم، لابد أن تملك رداً كمثقف أو كطبيب على من يقذف فى وجهك بهذه العبارة.. هل كل ما ورثناه نافعاً؟.. توارثنا الدخلة البلدى وزواج الأطفال.. فهل نصر على هذه الخزعبلات لمجرد أنها قديمة ومتوارثة؟، «علشان البنت تفور»، الفوران أو النضوج لا علاقة له بالختان ولأنه يجرى قبل البلوغ فقد ربطنا خطأ بينه وبين البلوغ الذى يعقبه كترتيب زمنى وليس كنتيجة، «إحنا بنحافظ على عفة بناتنا علشان لما يكبروا مايدوروش على حل شعرهم»!!، يا أعزائى المذعورين على عفة بناتكم.. الرغبة الجنسية فى المخ وإذا أردتم أن تبتروا الرغبة فلتبتروا المخ، والعفة يا سادة بالتربية وليست بقطع البظر!
أكثر الأساطير انتشاراً حول فائدة ختان الإناث، والتى تبناها ونفخ فيها حوار أجرى مع شيخ شهير ذكرها كحقيقة دامغة، هى أن البنت غير المختونة تحتك أعضاؤها التناسلية بملابسها الداخلية فتحدث إثارة جنسية!.. والسؤال هل الرجل يثار هو الآخر بمجرد الاحتكاك بالملابس الداخلية.. ولماذا لم نطرح هذا الطرح وطالبنا بإخصاء الرجال طبقاً لهذه النظرية الاحتكاكية اللوذعية؟!، أما التناقض الغريب والمضحك المبكى فى الوقت نفسه فهو ما يروجه دعاة الختان من أن غير المختونة جائعة جنسياً لا تشبع!، وكأن كل امرأة هى مشروع داعرة إلى أن يثبت العكس، ثم يقدمون مبرراً آخر، وهو أن الأعضاء الجنسية غير المختونة تعوق اللقاء الجنسى! وتتملكنا الحيرة فنقفل الشباك ولا نفتحه!
آخر المعتقدات الساذجة التى يقدمها أعداء المرأة وكارهو الحياة، هو أن الختان عملية تجميل، ويتناسون أن التجميل لا يحدث بالتشويه أو تعطيل الوظيفة.
صدقت يا نزار قبانى حين قلت: ثقافتنا.. فقاقيع من الصابون والوحل.. فمازالت بداخلنا.. رواسب من أبى جهل.. ومازلنا.. نعيش بمنطق المفتاح والقفل..!!.. نلف نساءنا بالقطن.. ندفنهن فى الرمل.. ونملكهن كالسجاد.. كالأبقار فى الحقل… وننهل من قوارير.. بلا دين ولا عقل.. ونرجع آخر الليل.. نمارس حقنا الزوجى كالثيران والخيل.
1 Comment
انت مسلم ؟؟