الحديث عن العذرية
تبادر السؤال إلي بعدما قرأت إحدى مقالات كتاب “المرأة والجنسانية في المجتمعات الإسلامية”، تناول المقال فكرة ومفهوم العذرية في تركيا بعد حادث انتحار فتاتين لمعرفتهما بأنه سيجرى لهما فحص عذرية إجباري! وما جعلني أفكر بالمسألة هو ما جاء في المقال أن فكرة العذرية مرتبطة بالشرف والذي يعكس إحدى ممتلكات سلطة الذكر من حولنا، سواء الأب أو الأخ أو الزوج وإن لم يكن لهم وجود فهناك العم أو الخال.
ووجدت أن أسئلة من الواردة بالمقال مثل لم تعتبر العذريّة على هذه الدرجة من الأهمية؟ كيف تمكن أول رجل مارسنا معه الجنس (حدث أنّه كان الزوج) من السيطرة على أجسادنا؟ كيف “تمتلك” النساء أجسادهن؟ كيف يبني المجتمع الجنسانية بطريقة تحمل فيها العذريّة المعنى الذي تحمله؟ تحتاج إلى أن نفكر فيها ونعرف موقفنا منها نحن النساء بعقولنا وليس بعقول من غيرنا، ولهذا أقدم المقال كبداية لطرح الموضوع ودعوة للتفكير فيه.
مقتطفات من المقال ..
ليست العذريّة مجرّد قضيّة عابرة ينبغي على الفتاة التعامل معها الى أن يحين موعد الزواج. فهي تمثّل (وهذه حقيقة قابلة للنقاش) واحدا من أهم المفاهيم التي تحدد وتعرّف جنسانيّة المرأة وتتحكّم بها في تركيا. في عام 1992، أقدمت فتاتان على الانتحار في مدينتين واقعتين في جنوب تركيا بسبب إجبارهما على إجراء “اختبار فحص العذريّة”، وهو إختبار تؤخذ فيه الفتاة الى الطبيب لتقرير ما إذا كان غشاء بكارتها سليما أم لا. قد يطالب بإجراء هذا الاختبار أفراد العائلة ذاتها أحيانا، أو مسؤولو الدولة، بناء على طلب من مدير مدرسة الطالبات مثلا، أو من قائد الشرطة للتحقيق في إحدى القضايا، أو من مؤسسات الدولة حين تتقدّم إمرأة بطلب للعمل في وظيفة حكوميّة.
“لعنة الشرف”:
أيتها النساء! هل جلسنا يوما وفكرنا بما يعنيه الشرف؟ لنفعل ذلك سويا. هل املك حقا “شرفا” ادّعي انّه حقي، واحدده واعرفه من منظوري الخاص أو أتنازل عنه؟ أن فعلت ذلك، لم يلوّث أبي، أو شقيقي.. يديه بالدم حين اختار الاستمتاع بجنسانية (تلويث شرفي).. دعونا نفكر: ألا توجد علاقة بين أن يكون الرجل سيّد المرأة في المنزل، وبين التنافس المستمر على امتلاك/ والوصول إلى السلطة في كل جانب من جوانب الحياة؟ بالمناسبة، لقد انتهى عصر الإماء والجواري، ولكن ماذا عن عصر الخليلات والمحظيات؟
المقال :
التحدّث والكتابة عن جنسانيتنا:
الفعاليّات النسويّة حول العذريّة واختبارات فحص العذريّة في تركيا